كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

للتَّجدّد، وكذا من: (فهلْ أنتم تشكرون؟!) (¬1)، أو (أفأنتم شاكرون؟!)؛ لأن الأَوَّلَ مفيدٌ للتّجدّد، لأنّ تقديرَه: (هل تشكرون أنتم؟!). والثاني: وإن كان يُنبئ عن عدمِ التَّجّددِ لكنّه دون: (فهل أنتم شاكرون؟)، لأنّ (هل) لمّا كان أدعى للفعل من الهمزة، فتَرْكُ الفعل معه يكونُ أدخل في الإنباءِ عن استدعاءِ المقام عدم التجدّدِ.
ولا يحسُن العُدولُ عن الفعل بأَنْ يُقَال: (هلْ زيدٌ منطلقٌ)، إلا من البليغ، لأنَّه لا يستعمل إلّا إذا عرف أنّ تركه معها أدخلُ في الثبات؛ كقوله، كما لا يحسُن نظير قول الشَّاعر (¬2):
¬__________
(¬1) هكذا -أيضًا- في ب، المفتاح. وفي أزيد: "أنتم".
(¬2) البيتُ من الطويل، واختلف في نسبته؛ فقيل: للحارث بن ضرار، وقيل: للحارث بن نهيك، وقيل: لمزرِّد أخي الشمّاخ. ونسب -أيضًا- إلى لبيد وهو في الشعر المنسوب له في الدّيوان (361).
والصحيح أنه لنهشل بن حَرِّيٍّ، حيث نُسب إليه في أكثر المصادر النّاقلة له، كما صحّح نسبته له البغداديّ في الخزانة: (1/ 147) والأستاذان المحقّقان؛ عبد السّلام هارون، ومحمد عبد الخالق عضيمة.
والبيتُ في الكتاب: (1/ 288)، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: (1/ 349)، والمقتضب للمبرّد: (3/ 282)، وإيضاح شواهد الإيضاح، للقيسي: (1/ 109)، وخزانة الأدب: (1/ 147).
واستُشْهِد به في المفتاح: (309)، والمصباح: (46)، والإيضاح: (2/ 108)، والبيتُ في المعاهد: (1/ 203).

الصفحة 581