كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

لِيُبْكَ (¬1) يَزيدُ ضِارِعٌ (¬2) لِخُصُومَةٍ وَمُختبِطٌ (¬3) مِمَّا تُطِيحُ الطَّوائِحُ (¬4) إلَّا من البليغ؛ لأنّه يعرفُ أن ارتفاعَ مثل (ضارعٌ) مبنيٌّ على أنه جوابُ سؤالٍ (¬5)، وأَن بناء (لِيُبْك) للمفعول، ورفع (يزيد) أبلغ من بنائه للفاعلِ ونَصبه على ما سبق.
ومما يختصُّ بالتَّصوُّر تِسعة:
الأَوَّلُ: ما للجنس، أي: للسُّؤالِ عنه، نحو: {مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي} (¬6)، أي: أيّ جنسٍ من الموجُودَاتِ تُؤثرونه في العبادةِ من بعدي.
وسلكَ المصنِّفُ مسلكَ السَّكاكيِّ في تفسير (ما) بـ (أيّ)، وفيه ما فيه؛ لأن (أيا) للسّؤال عمّا يُميّز أحد الْمُتَشاركين عن الآخر، و (ما)؛ للسُّؤالِ عن الجِنْس؛ فكيف يصحُّ تفسير أحدهما بالآخر؟! (¬7).
¬__________
(¬1) في الأصل: "وليبك" والصَّواب من: أ، ب، ف. مصادر البيت.
(¬2) الضّارع: الذّليل الخاضع. ينظر: اللّسان: (ضرع): (8/ 220).
(¬3) المُخْتَبِط: طالب الرّفد من غير سابق معرفة ولا وسيلة. ينظر: اللّسان: (خبط): (7/ 283).
(¬4) الطوائح: جمع مطيحة على غير قياس. وهو القواذف. ينظر: اللّسان: (طوح): (2/ 536).
(¬5) تقديره: من يبكيه؟ فجاءت الإجابة: يبكيه ضارعٌ.
(¬6) سورة البقرة، من الآية: 133.
(¬7) (أي) التي اعترض بها الكرمانيّ غير (أي) التي فسَّر بها المصنِّف (ما)؛ لأنّ الأولى =

الصفحة 582