كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

أو للوصفِ؛ أي: أو للسُّؤالِ عن الوصفِ؛ نحو: (ما زيدٌ؛ أكريم، أم شجاعٌ، أم عالمٌ)، ونحوها؛ مثل: (أم فاضل أم عدل) (¬1).
ولتردُّدها بين الأَمرين؛ أَي: الجنس والوَصْفِ لَمَّا قال فِرعونُ: {وَمَا رَبُّ الْعَالمِينَ} (¬2)؛ أَي: أَيّ جنسٍ (¬3) من الأَجْسامِ لاعتقادِ الْجُهّالِ (¬4): أن كُلَّ موجودٍ قائمٍ بنَفْسهِ جِسْمٌ ولا موجودَ مستقلا بِنَفْسِه سِوى أَجْناس الأَجْسام. أَجَابَ موسَى بالوصفِ (¬5)؛ لأَنَّه كانَ عالمًا بأن السُّؤال عن حقيقتِه (¬6) الخاصَّةِ التي هي فوق العقول سُؤالٌ عمَّا لا سبيل إِليه؛ لامتناع تعريفِ البسائطِ بالحدودِ تَنْبيهًا على النَّظرِ المؤدِّي إلى معرفته. تعريضًا بتغليطه (¬7)، وتخطئَته في السُّؤالِ عن الحقيقةِ؛
¬__________
= ليتميّز أحد المتشارِكَين؛ أما هذه فلتميّز أحد التشارِكِين في الجنس.
(¬1) هكذا في الأصل. وفي أ، ب،: "عادل".
(¬2) سورة الشعراء؛ من الآية: 23.
(¬3) هكذا -أيضًا- في ف. وفي ب: "جسم".
(¬4) في الأصل، أ، "الجهلاء". والمثبت من ب، ف، وهو الأَوْلَى لما سيرد -عمَّا قليل - من إعادة لكلام المصنّف على لسان الشارح وإيراد الكلمة بلفظ "الجهال" في جميع النسخ؛ فضلًا عن ورودها في الفوائد الغياثية كذلك.
(¬5) إذ قال كما حكى الله سبحانه وتعالى عنه: {قَال رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)} [الشعراء: 24].
(¬6) في أ: "الحقيقة".
(¬7) في الأصل: "إلى تغليظه" والمثبت من أ، ب، ف.

الصفحة 583