كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

[الحمقاء] (¬1)، واستماع جوابه الحكيم، وقال: {قَال رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} (¬2).
هذا: [على] (¬3) ما هو في المفتاح، لكن يُمكنُ أن يُقال: فيه مقدّمةٌ زائدة لتمامِ الكلام؛ بأن يُقال: ولتردُّدها بين الأمرين؛ لمّا قال فِرعون: {وَمَا رَبُّ العالميْنَ} (¬4) سائِلًا عن الحقِيقة -أجابَ موسى بالوصفِ تعريضًا .. إلى آخره، فلا حاجةَ إلى قوله: (أي: [أيّ] (¬5) جنس من الأجسامِ لاعتقادِ الجُهَّال أنَّ كُل موجودٍ قائم بنفسه جسمٌ)؛ اللَّهمَّ إلَّا أن يُقال: لَمَّا علم اعتقاد فرعون أن لا موجود [مستقلًا] (¬6) بنفسه سوى أجناس الأجسام اعتقاد كلِّ جاهلٍ لا نظرَ له- علم أَن سُؤاله من أجناس الأجسامِ، فلهذا بَنَى عليه ما بني (¬7).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقطٌ من الأصل، ومثبت من أ، ب. وعليه لفظ المفتاح.
(¬2) سورة الشعراء؛ من الآية: 28.
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من: أ، ب.
(¬4) سورة الشّعراء؛ من الآية: 23.
(¬5) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب. وتقدَّم ضمن كلام المصنّف.
(¬6) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. ومثبت من أ، ب.
(¬7) ذكر بعض العلماء توجيهات أخرى للاستفهام في الآية، أسوق منها -بإجمال- ما يلي:
1 - يحتمل أنّ (ما) ها هنا سؤال عن الوصف المميز؛ لاعتقاد فرعون أن ربَّ العالمين مشترك بينه وبين مَن دعاه موسى عليه السّلام إليه؛ لأنه كان يدَّعي أنه ربَّ العالمين. ذكره صاحبُ المفتاح ينظر: (311). =

الصفحة 585