كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

أين)؟، قال الله -تعالى-: {أَنَّى لَكِ هَذَا} (¬1) أي: منْ أينَ لك؟.
و (مَتى) للزمانِ؛ أي: السُّؤالِ عنه (¬2) إذا قيلَ: (متى جئت؟) قيل: يومَ الجمعة، أو يومَ (¬3) الخميسِ، أو شهرَ كذا، أو سنة كذا.
ولو اختلجَ في وهمكَ أن في بيان معاني بعضِ هذه الحروف كـ (متى) نوعَ تكرار -لِمَا مرَّ في باب الشَّرطِ (¬4) - فادفعه بأن ما مضى باعتبارِ معناها الشّرطيِّ، وهذا باعتبارِ معناها الاستفهاميِّ.
والحقُّ: أن بيان الأمورِ الوَضْعيّةِ من حيثُ هي وضعيةٌ لا تَعلُّقَ لها أصلًا بالفنِّ؛ فينبغي أن لا تُذكر في هذا الوضع، ولا في غيره من الكتاب، ولا شيء (¬5) منه على المصنِّفِ؛ لأنه يحذو حَذو السَّكَّاكيِّ.
وكذا (أيّان)؛ فإنه -أيضًا- للسّؤال عن الزَّمانِ؛ كـ (متى).
قال عليُّ (¬6) بنُ عيسى الربعي: وفيها، أي: (أيان) تعظيم، ولا تُستعملُ إلا في مواضع التَّفْخيم (¬7)؛ هو قوله -تعالى-: {يسْئلُ
¬__________
(¬1) سورة آل عمران؛ من الآية: 37.
(¬2) قوله: "السؤل عنه" ساقط من من أ، ب.
(¬3) كلمة: "يوم" ساقطة من: أ.
(¬4) راجع ص: (457 - 458) قسم التّحقيق.
(¬5) في الأصل زيد: "في" ولا يستقيم به السياق.
(¬6) سبقت ترجمته. ينظر ص (467) قسم التحقيق.
(¬7) ينظر: قول علي بن عيسى في البرهان؛ للزّركشي: (4/ 251)، مصابيح المعاني في حروف المعاني: (186).

الصفحة 588