كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

من المأمور حقيقة، أفادَ الوُجوب؛ أي (¬1): وجوب الفعل المطلوب، وإِلا (¬2) فلا يُفيدُ الوُجوبَ؛ بل لا يُفيدُ إلا الطلبَ وحينئِذٍ؛ أي (¬3): حين لَمْ يُفد إلا الطلب تولَّد بحسبِ القرائنِ ما يُلائمُ المقامَ؛ من دعاءٍ إن استعملَ (¬4) على سبيلِ التَّضَرّع؛ نحو: (اللهمَّ اغفِر)، أو سُؤالٍ إن استعملَ على سبيل التَّلطّفِ؛ كقولِ كُلِّ أحدٍ لمن يُسَاويه في المرتبة: (اسقني مَاءً)، أو إذنٍ إن استُعمل في مقامِ الإباحةِ؛ نحو: (جالِس الحسن (¬5) أو ابن سِيرين) (¬6)؛ لمن يَسْتأذن في ذلك، أو تَهْدِيدٍ إِن استعملَ في مقامِ تَسَخُّط المأمورِ به، وعدم رِضَى الآمرِ بما أمر به نحو: {اعمَلُوا مَا شِئتم} (¬7)، أو تمنٍّ إن
¬__________
(¬1) "أي" ساقطة من أ، ب.
(¬2) أي: إِنْ لم يصدر من أعلى.
(¬3) "أي" ساقطة من أ، ب.
(¬4) في الأصل: "يُستعمل" والصّواب من أ، ب، المفتاح. ويدلّ عليه ما بعدَه من أمثلة مشابهة.
(¬5) هو أبو سعيد؛ الحسن بن يسار البصريُّ، أحدُ التَّابعين، وأحدُ العلماء الفقهاء النُّسَّاك. ولد في المدينة سنة 21 هـ، وتوفِّي بالبصرة سنة 110 هـ.
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد: (7/ 156)، وفيَّات الأَعيان: (2/ 56 - 59)، تذكرة الحفّاظ: (1/ 66)، سير أعلام النُّبلاء: (4/ 563).
(¬6) هو أبو بكر؛ محمّد بن سيرين البصريّ الأنصاريّ بالولاء، أحد التّابعين، وعالمٌ من علماء الدين. اشتهر بالورع وتعبير الرُّؤيا. ولد في البصرة سنة 33، وتوفّي سنة 110 هـ.
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد: (7/ 193)، وفيّات الأعيان: (4/ 35 - 36)، سير أعلام النُّبلاء: (4/ 606).
(¬7) سورة فصلت؛ من الآية: 40.

الصفحة 598