كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 1)

والكرماني -بكسر الكاف- كما ضَبَطها الكِرمانيّ نفسه (¬1). وقيل: بفتحِها، كما ضبَطَها غيرُ واحدٍ (¬2) - وسكونِ الرَّاء نسبة إلى كرمان؛ وهو إقليمٌ واسعٌ يلي بلاد فارس من جِهةِ الشَّرق، يحتوي عَلى بلدان شَتَّى (¬3) "كثيرة النَّخل والزَّرع والمواشي والضَّرع .... وأهلُها أخيارٌ؛ أهلُ سنَّةٍ وجماعةٍ وخيرٍ وصلاح"، افْتُتحت كلُّها في زمنِ الخليفةِ
¬__________
(¬1) ينظر ضبطه لها في الكواكب الدَّراري في شرح صحيح البخاريّ (9/ 195). ويلحظ أنه نقل في سياق ذلك -عن النَّووى قولَه: "وهو بفتح الكاف" وردَّه في أكثر من مناسبةٍ، منها: قوله: "هو بلدنا، وأهل البلدِ أعلمُ ببلدهم من غيْرهم، وهم متَّفِقون على كسرها"، وقال في موضع آخر من كتابه السَّابق: (17/ 105): "أقولُ: هو بكسرِها. وهي بلدتُنا -حماها الله تعالى! -، وأهلُ مكة أدرى بشعَابِها".
على أنَّه نص في كتابِه الآنف الذِّكر -أيضًا- في مواضعَ منه على رواية الفَتْح مُبينًا أنه بخلاف المُسْتعمل عن أَهْلِها. ينظر: (8/ 86)، و (14/ 162).
(¬2) على هذا الضَّبط السمعاني المتوفى سنة (562 هـ) حيث قال في كتابه الأنْساب: (5/ 65): "والكرمانِيُّ بكسر الكاف، وقيل: بفتحها ... وهو الصحيح غير أنَّه اشتهرَ بكسرِ الكاف".
وليس ثَمَّة مانع أَنْ يُقال: إِن كلا الضَّبطين واردٌ، وبه يتميّز المراد؛ "فالمشهور عند أهلِها الكَسر، والمستعملُ عند غيرهم الفتح" كما رجّحه أخي وزميلي عيسى بن محمَّد الجاموس، محقّق النّقود والرّدود للمؤلّف (مخطوط) رسالة ماجستير ص (23) أو "لعلّ الصواب فيها في الأَصل الفَتْح ثُمَّ كثر استعمالها بالكَسر تغيير من العامَّة"، كما رجّحه ابن حجر العسقلانيّ في الفتح: (14/ 351)، ويقوي هذا الأخير أن السَّمعاني مصحّح الضَّبط بالفتح نسَّابة، علَّامة، متقدِّم زمانًا على من رجَّح الكسرَ.
(¬3) منها: جيرَفت، وموقان، وخبيص، وبَمّ، والسيرجان، وزماسير، وبُردَسير، وغير ذلك. وعلى الكلِّ يُطْلق كرمان. ينظر: معجم البلدان: (4/ 454).

الصفحة 60