كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

خاتمةٌ:
هذه الأربعةُ، أي: التَّمنِّي، والاسْتفهام، والأَمر، والنَّهي، تُعين (¬1) على تقدير الشَّرط بعدها؛ بعدَ كلِّ واحدٍ من هذه الأربعة؛ لكونها قرائنَ صالحةً لإضمار الشَّرطِ بعدها؛ نحو: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي} (¬2) بالجزمِ (¬3) في صورة الأَمر، نحو: إنْ تهبْ لي وليًّا رثْني. والرّفع بالاستئناف، أي: قراءة رفع (¬4) {يَرِثُنِي} على الاستئناف (¬5). دون الوصف لئلَّا يلزم منه أنَّه لم يُوهب (¬6) له وليٌّ يرثه، إذْ ماتَ يحيى قبله، أي: قبلَ [موتِ] (¬7) زكريَّا (¬8).
¬__________
(¬1) هكذا -أيضًا- في ب، ف. والكلمة ساقطة من: أ.
(¬2) سورة مريم؛ من الآيتين: 5، 6.
(¬3) وهي قراءة أبي عمرو والكسائي والزّهريّ والأعمش وطلحة، على أنّه جواب للدُّعاء. ينظر: النّشر في القراءاث العشر: (328)، وتفسير الرازي: (7/ 507 - 508)، وفتح القدير: (3/ 322).
(¬4) في الأصل: "الرَّفع" والصَّواب من: أ، ب.
(¬5) فكأنه فيل: ما يصنع لك؟ قال: يرثُني. وعليه فإنّ قول زكريّا - عليه السَّلام -: {يَرِثُنِي} خارج عن السُّؤال الَّذي سأله ربّه.
(¬6) في هذا ردّ على قراءة من رفع {يَرِثُنِي} على الوصفيَّة؛ وهي القراءة المشهورة.
ينظر: المصادر الساّبقة.
(¬7) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل. ومثبت من: أ، ب.
(¬8) قال أحد شرّاح الفوائد الغياثيّة دافعًا الاعتراض المتَّجه على قراءة الرَّفع (شرح =

الصفحة 604