كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

الخامسُ (¬1): النِّداءُ. وقد سبق ذكرُه وما يتعلَّقُ به من حُروفه، وتفصيلِ الكلامِ في إعرابه ومعانيها (¬2). في النَّحو (¬3)؛ وهنا شيءٌ يُشْبهُه؛ أي: هُنا نَوعٌ من الكلامِ صُورتُه صُورة النِّداء. وليس به؛ أي (¬4): بالنِّداء؛ نحو: (اللَّهمَّ اغفر لَنَا أيّتُها العِصَابةُ) (¬5)؛ فإنَّ صُورَته صورةُ النِّداءِ، ولكن هو للاختصاص؛ أي: اللَّهمَّ اغفر لنا مخصوصين من بين العصائبِ؛ كقولهم: (أمَّا أنَا فأفعلُ كذا أيّها الرَّجلُ)؛ أي: أنا أفعل كذا متخصّصًا بذلك مِنْ بين الرِّجالِ.
والسِّرُّ فِيه: أنَّ في كلامهم ما هُو لمعْنى (¬6)؛ ثمَّ يَنْقلون إلى معنى آخر بحذفِ قيدٍ لغرضٍ؛ كما أنَّه لتخصيصِ المنادى بطلبِ الإِقبالِ؛ فنُقِل إلى مَعْنى الاخْتِصاصِ مَحْذوفًا منه قيد طلبِ الإقبالِ، وكما أَنَّ الهمزةَ للاستفهامِ عن المستويين فيُحذفُ قيدُ الاستفهام ويبقى لمستويين (¬7)؛ نحو: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ} (¬8) الآية كما مَرَّ (¬9).
¬__________
(¬1) أي: من أنواع الطَّلبِ.
(¬2) في الأصل: "ومعانيه" والمثبت: من أ، ب، المفتاح.
(¬3) ينظر: المفتاح؛ قسم النحو ص (101 - 102).
(¬4) "أي" ساقطة من أ.
(¬5) العِصابةُ: جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين. اللّسان (عصب): (2/ 605).
(¬6) في أ: "بمعنى".
(¬7) في الأصل: "المستو بين" والصّواب من: أ، ب.
(¬8) سورة البقرة، من الآية: 6.
(¬9) راجع ص (479 - 480) قسم التحقيق.

الصفحة 606