كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

مكاتبتهنَّ: أدِامَ اللهُ حراستها (¬1)؛ احترازًا عن لفظي (¬2) الحِر؛ وهو: الفرجُ، والاستِ؛ وهو: الدُّبُر؛ بل عن تَصْحِيفهما. وكذلك لَمْ يُكتبْ لَهُنَّ (¬3): أدام الله أيّامها إلى قيامِ السّاعة وساعة القيامِ؛ لمثل ما ذكرنا (¬4).
بلْ لم يُهدِ الظُّرفاءُ السَّفَرْجَلَ إلى الأحبَّاءِ لاشْتِماله على حُروفِ سَفَرٌ جَلَّ، أي: عَظُم.
وإذا راعُوا في أمثالِ [ذلك] (¬5) هذه (¬6) -ممّا هو بعيدٌ- ففي بابِ التَّفاؤلِ إلى الَّذي هو أقربُ منها بالطّريق الأَوْلَى.
ومنه؛ أي: من التَّفاؤُلِ قولُ نائبِ (¬7) هارون (¬8) الخليفة وقد سأَلَه؛ أي:
¬__________
= ناحية البيت. ينظر: اللّسان: (خدر): (4/ 230 - 231).
(¬1) أي: أدام الله محافظتها.
(¬2) في. الأصل، ب: "لفظ" والصّواب من: أ.
(¬3) في أ، ب: "لا يكتب الكُتَّابُ".
(¬4) من الاحتراز عن تصحيف "أيّام" إلى "أَيام" جمع أيِّم؛ وهي المرأة الَّتي لا زوجَ لها سواء كانت بكرًا أو ثيِّببًا. وكذلك الاحتراز عن ما يمكن أن يتوهُم من: "ساعة القيام": أنّه ساعة النُّعوظ.
(¬5) ما بين المعقوفين غير موجود في الأصل. ومثبت أ. وفي أ: "في المثال ذلك".
ومراده بـ"ذلك" في قوله: "أمثال ذلك" أي: السّفرجل.
(¬6) أي: هذه المعاني.
(¬7) هكذا في الأصل، أ، ب، ف. وفي المفتاح أَنَّه كاتبه والأَوْلى ما في المفتاح لوجود ما يؤازره في بعض الكتب البلاغية الأخرى كالمصباح: (92) وشروح المفتاح.
ولعلّ ما ورد عند المصنِّف تصحيفٌ وتحريفٌ تابعَه عليه الكرمانيُّ.
(¬8) هو أبو جعفر؛ هارون بن محمّد بن المنصور (الرَّشيد)؛ خامس خلفاءِ الدَّولةِ =

الصفحة 608