كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

هارونُ إيّاه عن شيءٍ: لا وأيد الله الأميرَ؛ تاركًا عبارةً عليها الأغبياءُ؛ وهو قولهم: لا، أيَّد اللهُ؟ بتركِ الواو الموهم لانسحاب النَّفي على الفعلِ.
قيل: لمّا سمع الصَّاحبُ (¬1) بن عبَّادٍ: لا وَأَيّدك (¬2) اللهُ؛ قال: هذه الواوُ أحسنُ من واواتِ الأصداغِ (¬3) في خدودِ المبردِ الملاحِ.
وآخر لِغَيْره؛ أي: ومنه قولُ شَخْصٍ آخر لغيرِ. هَارون، وقد سأَلَه
¬__________
= العبَّاسيّة. ولد بالرَّيِّ سنة (149 هـ) ونشأ في دار الخلافة ببغداد. بُويع بالخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة (170 هـ) فقام بأمورها خير. قيام. توفّي في سناباذ من قرى طوس سنة (193 هـ).
ينظر في ترجمته: تاريخ خليفة: (437، 461)، تاريخ اليَعقوبيِّ: (2/ 407 - 413)، وتاريخ الأُمَم والملوك: (8/ 230)، وشذرات الذَّهب: (2/ 431).
(¬1) هو أبو القاسم؛ إسماعيلُ بن عبَّاد بن عبَّاس الطَّالقانيِّ. أديبٌ كاتبٌ، استوزره مؤيّدُ الدَّولةِ ابن بويه الدَّيلميّ، ولُقِّب بالصَّاحب لصحبته إيّاه منذُ الصِّغر، وقيل لصحبته الوزير ابن العميد. ولد في الطّالقان سنة (326 هـ) وتُوفّي بالرّيّ سنة (385 هـ). له عدَّةُ مؤلّفات منها: "الوزراء"، و"الكشف عن مساوئ المتنّبي".
ينظر في ترجمته: يتيمة الدَّهر: (3/ 188)، معجم الأدباء: (6/ 168)، الإمتاع والمؤانسة: (1/ 53)، وفيات الأعيان: (1/ 230 - 234).
(¬2) في الأصل: "وأَيد". والصَّواب من: أ، ب.
(¬3) الأصداغ: جمع صُدْغُ وهو ما انحدر من الرّأس إلى مركب اللّحيين.
اللِّسان: (صدغ): (8/ 439). ولعلّ مراد الصّاحب بن عبّاد بقوله: "واوات الأصداغ" الشّعر المعقرب المتدلّي على الصّدغ؛ لكونه يشبه في استدراة أطرافه الواوات. وقيل: إنّ الصّدغ يطلق حقيقة على الشَّعر المتدلِّي فلا يحتاج إلى إيضاح. ينظر: المصدر السّابق، جزؤه وصفحته.

الصفحة 609