كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

الْمُشابهةَ؛ وهو فرعُ التَّشبيهِ؛ لأَنَّه لا بُدَّ فيها منه. فههنا أُصُولٌ أربعةٌ: المجازُ (¬1)، والكنايةُ، والاستعارةُ، والتَّشبيه.
واعترفَ السَّكاكيُّ أَنَّه تَكلُّفٌ للضّبطِ؛ قال بهذه العبارة (¬2): " [و] (¬3) الْمَطْلوبُ بهذا التَّكلُّف هو (¬4) الضَّبطُ" ولعمري أَنَّه ضبط، ولكن لم يَنْضبط؛ ولهذا قال (¬5): (قال) (¬6)، لأنَّه (¬7) لم يُعْلَم [منه] (¬8) أَنَّ الانتقال من أَحدِ اللَّازمين إلى الآخر أَمجازٌ أم كنايةٌ، ثمَّ يلزمُ منه في الكِنَايةِ -لأَنَّها انتقالٌ من اللَّازمِ إلى الملزومِ، ثُمَّ من ذلك اللزوم إِلى لازمه؛ بحكمِ الْمُلازمةِ الْمُساوية- أن يكونَ مَجَازًا وكنايةً كِلَيهما معًا. ثُمَّ يلزمُ عدم الفرْقِ بين المجاز والكنايةِ؛ لأَنَّه إذا شرط التَّساوى فيها (¬9) فالانتقالُ -في الحقيقة-
¬__________
(¬1) مراده بالمجاز هنا: المجاز المرسل فقط، مع أنّها شاملة للمجاز المرسل وللاستعارة؛ فكلاهما مجاز لغويّ، وقد سبق التعليق على مثل هذا.
(¬2) المفتاح: (331).
(¬3) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل. ومثبت من أ، ب، مصدر القول.
(¬4) "هو" ساقط من ب.
(¬5) أي: المصنِّف.
(¬6) إشارة إلى قوله المتقدّم حكاية عن السَّكاكيِّ: "قال: فالانتقال من الملزوم إلى اللَّازم ... ".
(¬7) أي: السَّكَّاكيّ. وهذا شروع في الرَّدِّ عليه من قبل الشَّارح.
(¬8) ما بين المعقوفين ساقط من الأصل، ومثبت من أ، ب.
(¬9) في ب: "منهما"، وهو خطأٌ ظاهرٌ.

الصفحة 626