كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

يصرّحْ بتعريفه لكن يلزمُ من كلامه أنّهُ: وصفٌ للشَّيءِ بمشاركته شيئًا آخر في أمرٍ (¬1).
ولا بُدَّ فيه (¬2) من طرفين؛ مُشَبَّه، ومشبَّه به. مُخْتَلفين (¬3)؛ كأَنْ يشتركا في الحقيقةِ، ويختلفا في الصِّفة، أو بالعكس. ووجه شبهٍ مشتركٍ (¬4)؛ كالشَّجاعة المشتركةِ بين الشُّجاع والأَسد. وغرضٍ فِيه (¬5)؛ كبيانِ الإمكانِ، أَوْ الحَال، أَوْ مِقْداره. وحالٍ له (¬6)؛ ككونه قريبًا أَوْ غريبًا، مَقْبولًا، أو مَرْدودًا. وصيغةٍ (¬7)؛ كـ (كاف) التَّشبيه، و (كأَنَّ) المُشَبّهة (¬8). فالكلامُ في (¬9) خَمْسةِ أنواعٍ:
الأَوَّلُ: في الطَّرفين.
الثَّاني: في الوَجْه.
¬__________
(¬1) راجع المفتاح: (332).
(¬2) أي: في التّشبيه.
(¬3) اشتُرط كونهما مختلفين؛ لأنَّ الشَّيء لا يُوصف بمشَاركته لنفسه.
(¬4) اشتُرط المعنى الجامع بينهما. لأَن التَّباين التَّام بين الطَّرفين لا يتحقَّق به تشبيه.
(¬5) اشتُرط الغرض لئلَّا يكون العدولُ من المشبّه إلى المشبَّه به عبثًا، وهو كمال المشبّه في ما شُبِّه لأَجله.
(¬6) وهو ما يتمخَّضُ عنه التَّشبيه؛ فلا بدَّ من معرفة حاله؛ ليتجنّب القبيح ويجتلب الحسن.
(¬7) وقد تكونُ مقدَّرةً أو ملفوظةً؛ ولا بدَّ منها ليتميّز التّشبيه عن الاستعارة.
(¬8) في الأصل: "المشبّه"، والصَّواب من: أ، ب.
(¬9) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "فيه". والحرف ساقط من ب.

الصفحة 630