كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

وصفًا مُتقرِّرًا في ذات المطلوبِ؛ بلْ هو وصفٌ اعتبره العقل بالنِّسبة إلى الطَّلبِ القائمِ بالنَّفْس.
أَوْ وَهْمِيٌّ؛ أي: ما ليسَ له تقرّرٌ، ولم يَعْتبرْهُ العقلُ - أيضًا؛ كاتّصاف المنيَّة بالمخلبِ؛ فإنَّه وهميٌّ مَحْضٌ؛ بلا تقرّرٍ، واعتبارٍ للعقلِ لهُ.
والسَّكَّاكَيُّ حصرَ العقليَّ على الحقيقيِّ والاعتباريِّ، وقسَّمه (¬1) قسمةً ثنائيّةً؛ وجعلَ اتِّصافَ الشَّيءِ بشيءٍ تصوُّريٍّ وهميٍّ محضٍ من الاعْتباريِّ (¬2). والظّاهرُ أولويّةُ التَّثْليث كَمَا فعلَ المصنّفُ.
والذَّاتُ إِمَّا بسيطةٌ؛ أي: لَا تكون ذاتَ أجزاءٍ مُختلفة؛ وهي إِمَّا بأن لا جُزْء له أصلًا؛ كالنُّقطة، أَوْ لا جُزْءَ له يخالف كلَّه (¬3)؛ في الاسمِ، والرَّسمِ؛ كالعناصر.
أَوْ مُركّبةٌ من أجزاء مُخْتلفةٍ.
وكذا الصِّفةُ؛ إِمَّا مفردةٌ، أَوْ مركَّبةٌ؛ فتقولُ:
وجهُ التَّشبيه إمّا واحدٌ؛ كالحُمْرة في تشبيه الخدِّ بالوَرْد.
وإِمَّا في حُكْمه؛ أَيْ: حُكمِ الواحد؛ كذاتٍ مُرَكّبة؛ كالمشترك بين سقْط النَّارِ (¬4) وعينِ الدِّيكِ (¬5)، وهو الأمرُ الحاصلُ من الحُمْرة، والشَّكَلِ الكُرِّيِّ
¬__________
(¬1) في أ: "وقسَّمَ".
(¬2) ينظر: المفتاح: (333 - 334).
(¬3) في الأَصل: "في محله" ولا وجه له، والصَّواب من أ، ب، مفتاح المفتاح.
(¬4) سقط النَّار -بالسِّين المثلّثة: ما سقط بين الزَّنْدين قبل استحكام الوَرْي. اللِّسان: (سقط (: (7/ 316).
(¬5) التَّشْبيه في هذا المثال مأخوذٌ من قولِ ذي الرِّمَّة (ديوانه: 236):
"وسِقْطٍ كَعَينِ الدِّيكِ عَاوَرْتُ صُحْبَتي ... أَبَاهَا وهَيَّأنَا لِمَوضِعِها وَكْرًا".

الصفحة 636