كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

والمقدارِ المَخْصُوصِ.
أَوْ صفاتِ يُقْصدُ بمجموعها هَيْئَةٌ واحدةٌ؛ كما في قوله (¬1):
كَأَنَّ مُثَارَ النَّقْع (¬2) فَوْقَ رُؤوسِنَا ... وَأَسْيَافَنَا لَيْلٌ تَهَاوَى (¬3) كَوَاكِبُهْ
فإنَّ المرادَ تشبيهُ الهيئةِ الحَاصلةِ من النَّقع الأَسْود والسّيوفِ البيضٍ مُتفرِّقاتٍ (¬4) فيه بالهيئةِ الحَاصِلةِ من اللَّيلِ المُظْلمِ والكَواكبِ المُشْرقةِ في جَوانبَ منه.
وإِمَّا كثيرٌ (¬5)؛ كاللَّونِ والطَّعمِ والرِّيحِ؛ في تشبيهِ فاكهةٍ بأُخْرى.
والأَوَّلُ؛ أي: ما يكونُ أَمرًا واحدًا. إِمَّا حسيٌّ فكَذَا (¬6) طَرَفاه لا
¬__________
(¬1) البيتُ من الطَّويل. وقائله: بشَّار بن برد. وهو برواية: "فوق رؤوسهم" في الدّيوان: (1/ 335).
والبيت برواية المتن في الشِّعر والشُّعراء: (2/ 736)، وطبقات الشُّعراء لابن المعتز: (26)، والأَغاني: (2/ 137)، والصِّناعتين: (413)، والوساطة بين المتنبّي وخصومه؛ للجرجاني: (313).
واسْتُشهد به في دلائل الإعجاز: (96)، وأسرار البلاغة: (174)، ونهاية الإيجاز: (285)، والمفتاح: (337)، والمصباح: (106)، والإيضاح: (3/ 50)، والتّبيان: (358)، وهو في المعاهد: (2/ 28).
(¬2) النَّقع: الغُبار. اللِّسان: (نقع): (8/ 362).
(¬3) تَهاوى: تتساقط بعضُها إِثر بَعْضٍ. ينظر: اللِّسان: (هوا): (15/ 370).
والأَصل: تتهاوى فحُذفت إِحدى التَّاءين.
(¬4) في الأَصل: "مشرفات" والصَّواب من أ، ب، المفتاح.
(¬5) هذا هو القسْم الثَّاني لوجه الشّبه.
(¬6) هكذا - أَيضًا - في ف. وفي ب: "وكذا".

الصفحة 637