كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

بُدَّ أَنْ يكُونا حِسِّيّين؛ إذ لا محسوسَ من غَيْر المحسوس جِهةً؛ أي: جهةً ما؛ سواء كانت وجهَ التَّشبيهِ أَوْ لم تكن؛ لأنَّه لا يدرك إِلَّا مَا كان مَحْسوسًا، ويمتنعُ قيامُ المحسوسِ بالمعقولِ؛ فيمتنعُ إدراكُ الحسِّ من المعقولِ شيئًا البَتَّة.
قوله (¬1): (جهةً) منصوبًا (¬2): تمييزٌ أَوْ صفةٌ، ومرفوعًا (¬3): صفةٌ. كالخدِّ بالوردِ في الحُمْرةِ؛ فإِنَّ وجهَ الشَّبهِ وهو الحُمْرة، والطَّرَفَين وهو الوَرْدُ، والخدُّ - حِسَّيّةٌ.
وإمّا عقليٌّ (¬4) [و] (¬5) يَحتملُ الأقسامَ الأربعة (¬6)؛ أي: ما يكونان (¬7) عقلييّن، أَوْ حسِّيَّين، أَوْ يكون أحدُهما حسيًّا والآخرُ عقليًّا؛ لصحّةِ إدراكِ العقلِ من المحسوسِ وجهًا.
فالمعقُولُ بالمعقولِ؛ كَعَديمِ النَّفعِ بالمعدومِ؛ في العراءِ عن الفائدة. والْمَحْسوسُ بالمحسوسِ؛ كالرَّجل بالأَسدِ، في الجُرأة.
¬__________
(¬1) في أ: "وقوله".
(¬2) في أ: "بالنَّصب".
(¬3) في أ: "بالرَّفع".
(¬4) هذا هو القسم الثَّاني من القِسْم الأَوَّل لوجه الشَّبه.
(¬5) ما بين المعقوفين غير موجود في الأَصل. ومثبت من أ، ب، ف.
(¬6) أي: للطّرفين.
(¬7) في أ: "ما يكون".

الصفحة 638