كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

والمعقولُ بالمحسوسِ؛ كالعدلِ بالقِسْطاسِ؛ في تحصيلِ ما بين الزِّيادةِ والنُّقصانِ، أي: المساواة.
والمحسوسُ بالمعقولِ؛ كالعِطْرِ بخُلُقِ الكَرِيم؛ في التَّرويحِ، واستطابةِ النَّفسِ إيّاهُما.
والثَّاني: وهو ما (¬1) يكونُ وجهُ الشَّبهِ (¬2) غيرَ واحدٍ؛ لكنَّه في حُكمِ الواحدِ، وهو على قسمين:
إمّا مَحْسُوسٌ، كسقْطِ النَّارِ، أي: ما سَقَطَ منها عند القَدْح؛ الَّذي شُبِّه بعينِ الدِّيك في الهيئة الحاصلةِ من الحُمْرةِ، والشَّكلِ الكُرِّيِّ والمقدارِ المُعيَّن. والثُّريَّا (¬3) الَّذي شُبِّه بعُنْقُودِ الكرمِ المنوّر - على [لفْظِ] (¬4) اسمِ الفاعلِ، أي: المُظهِر للنُّور (¬5)؛ الَّذي هو الضِّياءُ، أَوْ للنَّور الَّذي هو الزَّهر؛ في الهيئةِ الحاصلةِ من تقارُبِ الصُّورِ البيض المُسْتديرة الصِّغار المَقَاديرِ في المرأى على كيفيّةٍ مُعيّنةٍ، ومِقْدارٍ مُعَيّن، وهو إِشَارةٌ إلى هذا
¬__________
(¬1) في أ، ب: "أن".
(¬2) في أ، ب: "التّشبيه".
(¬3) الثُّريّا: أنجم مجتمعة معروفة، وسمّيت بذلك: لغزارة نوئها. وقيل: لكثرة كواكبها مع صغر مَرْآتها؛ فكأنّها كثيرة العدد بالإضافة إلى ضيق المحلّ. ينظر: اللسان: (ثري): (14/ 112).
(¬4) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب. مفتاح المفتاح.
(¬5) في الأَصل: "وللنّور". والصَّواب من أ، ب.

الصفحة 639