كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

الموصوفةُ في حُسْنِ المَنْظر، وسوءِ المخبَر. والأكفَاءِ؛ وكتشبيهِ الأكفاءِ المتناسبة في الخصالِ؛ الممتنعةِ لذلك (¬1) عن تَعْيِين فاضلٍ بينهم (¬2) ومفضولٍ بالحلقةِ المفرغةِ؛ أي: المُصْمتةِ الجَوانب؛ في عدمِ تميّز (¬3) جُزْءٍ بالوسطيّة؛ أي: لا يتعيَّن بعضه طرفًا وبعضه وسطًا؛ كالدَّائرة. وهو إشارةٌ إلى قولِ فاطمة الأنماريةِ (¬4) حين سُئلت: عمَّن هُو أَفْضلُ من أولادها؟ (¬5): "هم كالحلقةِ المفَرغةِ لا يُدرى أين طرفاها"؛ هذا على ما قال به الزَّمخشريُّ (¬6). لكن الشّيخَ عبد القاهر نَسَبَهُ إلى مَنْ وصَفَ بني المُهَلَّبِ (¬7).
¬__________
(¬1) في ب: "كذلك".
(¬2) في الأَصل: "منهم" والصَّواب من أ، ب، المفتاح.
(¬3) هكذا -أيضًا- في ف. وفي أ: "تحيّز".
(¬4) في ب: "الأنباريّة"، وهو تحريف. وهي: فاطمة بنت الخُشربْ الأَنْمَارِيَّة؛ إحدى ربّات الفصاحة والبلاغة وضَرْب الأَمثال. وَلَدتْ لزياد العبسيِّ: ربيعًا الكامل، وعمارة الوهّاب، وقيس الحفاظ، وأَنس الفوارس.
ينظر: أعلام النّساء: (3/ 1148)، وجمهرة الأَمْثال: (2/ 258).
(¬5) في أزيادة: "وهو" والسِّياق تامٌّ بدونها. وقولها: "هم كالحلقة ... " جرى مثلًا يضرب. ينظر: مجمع الأَمْثال: (3/ 487)، والمستقصى: (2/ 393).
(¬6) ينظر: الكشَّاف: (4/ 202)، والمستقصى: (2/ 393).
(¬7) والَّذي وصف بني المهلب هو: كعب بن معدان الأشقريّ أوفدَه المهلَّبُ على الحجّاج فوصف له بنيه، وذكر مكانهم من الشَّرف والبَأْس. ينظر القصّة في أسرار البلاغة: (94)، كما أنّ القصّة وردت في الكامل: (3/ 403)، الأغاني: (7/ 443)، وزهر الآداب: (3/ 302). =

الصفحة 641