النَّوعُ الثالثُ: في غرض التَّشبيه
[و] (¬1) يعودُ غالبًا إلى المُشَبَّه؛ وهو:
لبيانِ حاله؛ أَيْ: المُشبَّه؛ كسَواده أَوْ بيَاضِه؛ كما إذا قيل لك: ما لونُ عمامتك؟ [وقلتَ: كلون هذه] (¬2) وأشرتَ إلى عمامةٍ لديك (¬3).
أَوْ مقْدارِ حالهِ؛ كمَا إذا قُلْتَ: هو في سَوادِه كحَلَكِ (¬4) الغُرابِ.
أَوْ لإمكانِ وجُودِه، عطفٌ على قوله: (لبيانِ)؛ فهو قَسِيمٌ له.
وعبارةُ المفتاح تُشعرُ بأَنّه قسمٌ من البَيان؛ لأنَّه قال (¬5): "أَوْ لبيانِ إمكانِ وجوده"؛ وذلك إِنَّما يكونُ إذا كان المدَّعِي يدَّعي شيئًا لا يكونُ إمكانُه ظاهرًا؛ فيحتاج إلى التَّشبيهِ لبيانِ إمكانه؛ كما في قوله (¬6):
فإنْ تَفُقِ الأَنامَ وأَنْتَ مِنْهُم ... فإِنَّ المِسْكَ بَعْضُ دَمِ الغَزَالِ
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب، ف.
(¬2) ما بين المعقوفين ساقط من الأَصل. ومثبت من أ، ب، المفتاح.
(¬3) في ب: "كذلك".
(¬4) الحَلَكُ: شدَّةُ السّواد. اللِّسان: (حلك): (10/ 415).
(¬5) ص: (341).
(¬6) البيت من الوافر. وقائله المتنبّي. قاله ضمن قصيدة طويلة يُعزِّي فيها سيفَ الدَّولة بعد وفاةِ أُمّه.
والبيت في ديوان الشَّاعر: (3/ 151).
واستُشهد به في الأسرار: (123)، ونهاية الإيجاز: (217)، والإيضاح: (4/ 68)، والتّبيان: (353).
وهو في المعاهد: (2/ 53).