كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

ولا زَوَرْديَّة (¬1) تَزْهو (¬2) بِزُرْقَتِها ... بَيْنَ الرِّياضِ عَلَى حُمْرِ اليَواقِيتِ (¬3)
كَأنهَا (¬4) فَوْقَ قَاماتٍ ضَعُفْنَ بِهَا ... أَوائلُ النَّارِ في أَطْرافِ كِبْريتِ
لأن صورةَ اتِّصالِ النَّارِ بالكِبْريتِ ليست ممّا يُمْكن أَنْ يُقال: إنَّها نادرةُ الحضورِ في الذِّهنِ؟ نُدْرةَ صورةِ البحرِ من المسكِ مُوْجُه الذّهب، وإنّما النّادرُ حضورُها مع حديثِ البَنَفْسَج.
ومنه، أي: ومن هَذَا البابِ (¬5)، قولُ عديِّ (¬6)
¬__________
= ونسبهما سعد الدّين التّفتازانيّ في المطوّل: (334) إلى أبي العتاهية. وقد وردا في ديوانه: (510) تحقيق شكري فيصل.
وقد استشهد بالبيتين في: أسرار البلاغة: (130)، والمفتاح: (342)، والإيضاح: (4/ 73)، والتِّبيان: (354).
(¬1) اللازورديَّة: البنفسج -نسبة إلى اللازرود- وهو حجر نفيس يشبه البنفسج.
(¬2) تزهر: تتكبّر. ينظر: اللّسان: (زها): (14/ 360).
(¬3) حمر اليواقيت: من إضافة الصّفة إلى الموصوف. والمراد: الأزهار والشقائق الحُمْر.
(¬4) في الأَصل، أ: "كأنه". والصَّواب من: ب، مصادر البيت.
(¬5) أي: نُدرة حُضُور المُشبّه به حين التّشبيه.
(¬6) هو أبو داود؛ عديٌّ بن زيد بن مالك بن الرِّقاع العامليّ. شاعر مجِيدٌ. مقدَّم عند بني أميّة. لُقب بشاعر أهل الشّام، له ديوان شعر مطبوع. مات في دمشق سنة (95 هـ).
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سلام: (681)، والشّعر والشّعراء: (2/ 618)، والأغاني: (5/ 210 - 216)، معجم الشّعراء: (78).

الصفحة 650