كتاب تحقيق الفوائد الغياثية (اسم الجزء: 2)

كَمَا أبْرَقَتْ؛ -أي: صَارت داتَ بَرْقٍ- قَوْمًا عِطَاشًا غَمَامةٌ فلمَّا رأوها أقْشَعَتْ؛ -انْكَشَفت. وقشَعتُه: كَشَفْتُه وهو مثل: أكبَّ، وكبّ؛ لزُومًا وتعدِّيًا -وتَجَلَّت؛ أي: ظهرت (¬1). لكَثْرةِ التباسِ الوَصْفِ الحَقِيقيِّ بالاعْتِباريّ، وانْتزاعه من أَمْرين -مثلًا- مع وجوب الانْتزاع من أكثر؛ فتنْزع الوَصْفَ؛ الذي هو وجهُ التَّمثيل، مما لا يتمُّ المرادُ به؛ كالمصراع الأوّل، فتَقع عن غَرضِ الشَّاعر بمَعْزلٍ؛ لوجُوبِ (¬2) انْتزاع وجهِ الشَّبهِ من مَجْموع البيتِ؛ وهو وصْلُ الابتداءِ المُطْمع بالانْتهاءِ المؤيسِ؛ لا الإطماع فقط.

النَّوعُ الرَّابعُ: في حالِ التَّشبيهِ؛ من كونهِ قَريبًا أَوْ غَريبًا، مَقْبولًا أَوْ مَرْدُودا.
مُقدِّماتٌ لا بدَّ مِن ذِكْرِها لتُرْشدك (¬3) إلى كَيْفِيَّةِ سُلوكِ الطريقِ هُنَالك (¬4):
¬__________
(¬1) في ب وردت العبارة المتقدّمة هكذا:
"كَمَا أبْرقَت عِطَاشًا غَمَامةٌ ... فَلَمَّا رأوها أقشعت وتَجَلَّت.
أبْرقت، أي صارت ذا برقٍ. وأقْشَعت: انكشفت، وقشعته: كشفته، وهو مثل: أكبّ وكبّ لزومًا وتعدّيًا. وتجلّت: أي ظهرت".
(¬2) في ب: "الوجوب" وهو تحريف بالزيادة.
(¬3) في أ: "فترشدك".
(¬4) في أ: "هناك".

الصفحة 659