وتأمَّل قوله -تعالى- (¬1): {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ} (¬2) الآية؛ فإن وجهَ الشّبهِ (¬3) بين المُنَافقين وبين ذوي الصَّيِّب؛ هو (¬4) أنهم في المقامِ المُطْمع في حصولِ الْمطَالبِ لا يَحْظونَ إلا بضدِّ المطموع فيه؛ من مجرّد مُقَاساةِ الأَهْوال؛ حتَّى تَرَى أنَّه لتَركيب فيه وقع تشبيهًا حَسنًا.
وقبوله؛ أي: التَّشبيه بأَن يكونَ وجهُ الشبه -كمَا مَرَّ- (¬5)؛ حيث قال: حقُّ وجه التَّشْبيه أن يشملَ (¬6) الطرفين صحِيحًا؛ أي: يَكُونُ شاملًا للطرفين مُتناولًا لهما. مُعْطيًا للغرضِ؛ أَيْ: لغرضِ التَّشبيهِ كَمْلًا؛ أي: تَمَامًا (¬7)؛ والمرادُ: أَن يكونَ وجهُ الشّبهِ (¬8) كاملًا في تحصيل ما عُلِّق به من الغرضِ (¬9)؛ من بيانِ حالِ المُشَبَّه، أَوْ بيانِ مِقْدارِ
¬__________
(¬1) هكذا -أيضًا- وردت جملة "قوله تعالى" في ف. وفي أوردت الجملة كُلها ضمن كلام الشَّارح.
(¬2) سورة البقرة، من الآية: 19. والصَّيِّبُ: المطرُ. تفسير الطبري: (1/ 334).
(¬3) في أ: "التشبيه".
(¬4) في ب: "وهو" وهو تحريف بالزيادة.
(¬5) ينظر ص: (644)، قسم التحقيق.
(¬6) في أ: "يشتمل".
(¬7) في الأصل: "عامًا" والصَّواب من أ، ب.
(¬8) في أ: "التشبيه".
(¬9) في الأَصل زيادة: "أي: كاملًا" وإثباتها تكرار لا داعي له.