كتاب منهاج المسلم
منَ النَّقصِ والزيادةِ، ومنَ التبديلِ والتَّغييرِ، وبقاءهُ حتَّى يرفعهُ إليهِ عندَ آخرِ أجلِ هذهِ الحياةِ.
وذلكَ للأدلَّةِ النقليَّةِ والعقليةِ التَّالية:
الأدلةُ النقليةُ:
1- إخبارهُ تعالَى بذلكَ فيِ قولهِ: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) } [الفرقان: 1] . وَفيِ قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3) } [يوسف: 3] . وفيِ قوله عز وجل: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) } [النساء: 105] . وفي قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) } [المائدة: 15 - 16] . وفي قولهِ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا (¬1) وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) } [طه] . وفي قولِه سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) } [الحجر: 9] .
2 - إخبارُ رسولهِ المنزَّلِ عليهِ - صلى الله عليه وسلم - فيِ قولهِ: "ألَا إني أوتيتُ الكتابَ ومثلهُ معهُ" (¬2) . وفي قولهِ: "خيركم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلمهُ" (¬3) . وقولهِ: "لَا حسد إلاَّ فيِ اثنتينِ: رجلٌ آتاهُ اللَّهُ القرآنَ فهوَ يتلوهُ آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ، ورجلٌ آتاهُ اللّهُ مالًا فهوَ ينفقهُ آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ" (¬4) .
وقولهِ: "مَا منَ الأنبياءِ نبيٌّ إلاَّ وقدْ أُعطيَ منَ الآياتِ مَا مثلهُ آمنَ عليهِ البشرُ، وإنَّمَا كان الَّذِي أوتيتُه وحيًا أوحاهُ اللّهُ إلي، فأرجُو أنْ أكونَ أكثرهم تابعًا يومَ القيامةِ" (¬5) . وفي قولهِ: "لوْ كانَ موسَى أوْ عيسَى حيًّا لم يسعهُ إِلا اتباعِي" (¬6) .
3 - إيمانُ البلايينِ (¬7) منَ المسلمينَ بأنَّ القرآنَ كتابُ اللّهِ ووحيهُ أوحاهُ إلَى رسولهِ، واعتقادهمُ الجازمُ بذلكَ معَ تلاوتهم وحفظِ أكثرهم لهُ وعملهم بمَا فيهِ منْ شرائعَ وأحكامٍ.
¬__________
(¬1) ضنكًا: ضيَّقة شديدة.
(¬2) أخرجه أبو داود (5/ 10) كتاب السنة. والإمام أحمد (4/ 131) .
(¬3) أخرجه أبو داود (1452) والترمذي (2907) وابن ماجه (211) وهو حسن.
(¬4) رواه البخاري (9/ 189) .
(¬5) رواه مسلم (1/ 134) كتاب الإيمان.
(¬6) رواه أبو يعلى بلفظ آخر.
(¬7) جمعُ بليونٍ وهُو ألفُ ألف ألف.
الصفحة 22