كتاب منهاج المسلم
الفصلُ التَّاسعُ: الإيمانُ برسالةِ محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -
يؤمنُ المسلمُ بأنَّ النَّبي الأميَّ محمَّدَ بنَ عبدِ اللّهِ بنِ عبدِ المطّلب الهاشمي القرشي العربي المنحدرَ منْ صُلبِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ الخليلِ - صلى الله عليه وسلم -؛ هوَ عبدُ اللَّهِ ورسولُهُ أرسلهُ إلَى كافةِ الناسِ أحمرِهمْ وأبيضِهمْ، وختمَ بنبوَّتهِ النبواتِ، وبرسالتهِ الرسالاتِ، فلَا نبي بعدهُ ولَا رسولَ، أيدهُ بالمعجزاتِ، وفضَّلهُ علَى سائرِ الأنبياءِ، كمَا فضلَ أمَتهُ علَى سائرِ الأممِ.. فرضَ محبتهُ وأوجبَ طاعتهُ، وألزمَ متابعتهُ، وخصهُ بخصائصَ لم تكنْ لأحد سواهُ، منهَا: الوسيلةُ، والكوثرُ، والحوضُ، والمقامُ المحمودُ، وذلكَ للأدلةِ النقليةِ والعقليةِ الآتيةِ:
الأدلةُ النقليَّة:
1- شهادتهُ تعالَى وشهادةُ ملائكتهِ لهُ عليه السلام بالوحْي فيِ قولهِ تعالَى: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) } [النساء: 166] .
2 - إخبارهُ تعالَى عنْ عمومِ رسالتهِ، وختمِ نبوتهِ، ووجوبِ طاعتهِ ومحبَّتهِ، وكونهِ خاتمَ النَّبيِّينَ في قولهِ جلَّتْ قدرتُهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 170] . وفيِ قولهِ: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ} [المائدة: 19] . وفِي قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) } [الأنبياء: 107] . وفي قولهِ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) } [الجمعة: 2] . وفيِ قولىَ تباركَ وتعالَى: {محمد رسُولُ الله} الفتح 29] . وَفي قَوْله: {تَبارَكَ اَلذِى نَزَّلَ اَلفُرْقَانَ عَبده لِيكونَ للعالمين نَذِيراً} [الفرقانُ: 1] . وفيِ قوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] . وفي قوله: {اقتربت اَلساعَةُ وَانشق القمر} [القمر: 1] . وفيِ قوله: (إِنَاَ أَعْطَيناك اَلكوثَرَ) [الكوثر: 1] . وقوله: (وَلَسَوْفَ يُعطِيك رَبُّكَ فَتَرضى) [الضُّحَى: 5] . وقوله: (عَسي أَن يبعَثَكَ رَبك مَقَامًا محمُوداً) [الإسراءُ: 79] . وقولهِ سبحانهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59] . وقولهِ: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التوبة: 24] . وفي قوله: {كنتم
الصفحة 26