كتاب منهاج المسلم
يجدِّدُ للبشريَّةِ عهدَ معرفتهَا بخالقهَا عز وجل.
3 - انتشارُ الإسلامِ بسرعةٍ في أنحاءِ العالمِ، وأقطارٍ شتَّى في أنحاءِ المعمورةِ، وقبولُ النَّاسِ لهُ وإيثارهُ علَى غيرهِ منَ الأديانِ، دليل علَى صدقِ نبوتهِ - صلى الله عليه وسلم -.
4 - صحَّةُ المبادئِ الَّتِي جاءَ بهَا - صلى الله عليه وسلم - وصدقهَا وصلاحيَّتهَا، وظهورُ نتائجهَا طيِّبةً مباركةً تشهدُ أنَّهَا منْ عندِ اللّهِ تعالَى، وأنَّ صاحبهَا رسولُ اللّهِ ونبيُّهُ.
5 - ما ظهرَ علَى يديهِ - صلى الله عليه وسلم - منَ المعجزاتِ والخوارقِ التي يحيلُ العقلُ صدورهَا علَى يدِ غيرِ نبي ورسولٍ.
وهذا طرفٌ منْ تلكَ المعجزاتِ، كمَا هيَ ثابتةٌ فيِ الحديثِ الصحيحِ الأشبهِ بالمتواترِ الَّذِي لَا يكذبهُ إلاَّ ضعيفُ العقلِ أوْ فاقدهُ:
1- انشقاقُ القمرِ (¬1) لهُ - صلى الله عليه وسلم - فقدْ طلبَ الوليدُ بنُ المغيرةِ وغيرهُ منْ كفَّارِ قريش آية -معجزةً- منهُ عليه السلام تدلُّ علَى صدقهِ في دعوَى النُّبوةِ والوسالةِ، فانشقَّ لهُ القمرُ فرقتيِن: فرقة فوقَ الجبلِ وفرقة دونهُ، فقالَ لهم النبي عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ: "اشهدُوا" قالَ بعضهم: رأيتُ القمرَ بينَ فرجتي الجبلِ -جبلِ أبِي قبيسِ- وقدْ سألَتْ قريشٌ أهلَ بلادٍ أخرَى، هلْ شاهدُوا انشقاقَ القمرِ؟ فأخبرُوا بهِ كمَا رأوهُ، ونزلَ قولُ اللهِ تعالَى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) } [القمر: 1 - 3] .
2 - أصيبتْ عينُ قتادةَ يومَ "أحدٍ" حتَى وقعتْ علَى وجنتهِ فردَّهَا الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - فكانتْ أحسنَ منهَا قبلُ.
3 - رمدتْ عينَا علي بنِ أبِي طالبٍ - رضي الله عنه - يومَ "خيبرَ" فنفثَ فيهمَا رسولُ اللّهِ - عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلامِ - فبرْئتا كأنْ لم يكنْ بهمَا شيءٌ أبدًا.
4 - انكسرتْ ساقُ ابنِ الحكمِ يومَ "بدر" فنفثَ عليهَا - صلى الله عليه وسلم - فبرئَ لوقتهِ ولم يحصلْ لهُ ألمٌ قطُّ.
5 - نطقَ الشجر لهُ - صلى الله عليه وسلم - فقدْ دنَا منهُ أعرابيٌ، فقالَ لهُ: "يَا أعرابيّ أينَ تريدُ؟ " قالَ: إلَى أهلي. قالَ: "هلْ لكَ إلَى خيرٍ؟ " فقالَ: ومَا هوَ؟. قالَ: "تشهدُ أن لَا إلَهَ إلاَّ اللّهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ محمَّدا عبدهُ ورسولهُ". فقالَ الأعرابي: منْ يشهدُ لكَ علَى مَا تقولُ؟. فقالَ لهُ - صلى الله عليه وسلم -: "هذهِ الشَجرةُ" -يشير إلَى شجرةٍ بشاطئِ الوادِي- فأقبلتْ تَخُدُّ الأرضَ حتَى قامتْ بين يديهِ، فاستشهدهَا ثلاثًا فشهدتْ كمَا قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ (¬2) .
¬__________
(¬1) أحاديثُ انشقاقِ القمر ثابتة فيِ الصحيحين.
(¬2) سنن الدارمي المقدمة (1/ 4) .
الصفحة 30