كتاب منهاج المسلم

6 - حنينُ جذع النخلة (¬1) له - صلى الله عليه وسلم - وبكاؤهُ بصوت سمعهُ من فيِ مسجدهَ - صلى الله عليه وسلم - قاطبةً، وذلكَ لماَّ فارقهُ - صلى الله عليه وسلم - بعدَمَا كانَ يخطبُ عليهِ كمنبرٍ لهُ، ولماَ صُنعَ لهُ المنبر وتركَ الصعودَ عليهِ بكَى حنينًا وشوقًا إليهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقدْ سُمعَ لهُ صوت كصوتِ العشارِ (¬2) ولم يسكتْ حتى جاءهُ الرسولُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ، ووضعَ يدهُ الشريفةَ عليهِ فسكتَ.
7 - دعاؤهُ - صلى الله عليه وسلم - علَى كسرَى بتمزيقِ ملكهِ فتمزَّقَ.
8 - دعاؤهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لابنِ عباسٍ بالتَّفقُهِ فيِ الدِّينِ، فكانَ عبدُ اللهِ بنُ عباس حبرَ هذه الأمةِ.
9 - تكثيرُ الطَّعامِ بدعائهِ - صلى الله عليه وسلم - فقدْ أكلَ منْ مُدي شعيرٍ فقطْ أكثرُ منْ ثمانينَ رجلًا.
10 - تكثيرُ الماءِ بدعائهِ - صلى الله عليه وسلم -، فقدْ عطشَ النَّاسُ يومَ الحديبية ورسولُ اللّهِ - عليهِ أزكَى السلامُ- بينَ يديه ركوةُ ماء يتوضأُ منهَا وأقبلَ الناسُ نحوهُ، وقالُوا: ليسِ عندنَا إلاَّ مَا فيِ ركوتكَ، فوضعَ - صلى الله عليه وسلم - يدهُ فيِ الركوةِ، فجعلَ الماءُ يفورُ منْ بين أصابعهِ كأمثالِ العيونِ، فشربَ القومُ وتوضأوا، وكانُوا ألفا وخمسمائةِ نفرٍ.
11 - الإسراءُ والمعراجُ منَ المسجدِ الحرام إلَى المسجدِ الأقصَى إلَى السموات العُلَى إلَى سدرةِ المنتهَى، وعادَ إلَى فراشهِ ولم يبرُدْ.
12 - القرآنُ الكريمُ، الكتابُ الذِي فيهِ نبأ منْ قبلنَا وخبر منْ بعدنَا وحكمُ مَا بيننَا، وفيه الهدَى والنورُ، فهوَ معجزتهُ العظمَى وآيةُ نبوتهِ الخالدةُ والباقيةُ على مر الأيَّامِ وكل العصورِ ليظلَّ بهِ الدّليلُ قائمًا علَى صدقِ نبوَّتهِ عليهما الصَّلاةُ والسلامُ، والحجةُ ثابتة علَى الخلقِ إلَى أنْ يرثَ اللّهُ الأرضَ.
فالقرآنُ العظيمِ منْ أعظم مَا أوتيَ نبينَا - صلى الله عليه وسلم - منَ المعجزاتِ، ومنْ أكبرِ مَا أوتي منَ البيناتِ.
وفيهِ يقولُ: "مَا من الأنبياءِ نبيٌّ إلاَّ وقدْ أُعطيَ منَ الآياتِ ما مثلهُ آمنَ عليهِ البشرُ، وإنمَا كانَ الذِي أوتيتهُ وحيًا أوحاهُ الله إلي، فأرجُو أنْ أكونَ أكثرهم تابعًا يومَ القيامةِ" (¬3) .

الفصلُ العاشرُ: الإيمانُ باليومِ الآخرِ
يؤمن المسلمُ بأنّ لهذه الحياة الدنيَا ساعةً أخيرة تنتهي فيهَا، ويومًا آخرًا ليسَ بعدهُ منْ يوم، ثم تأتي الحياةُ الثّانيةُ، واليومُ الآخرُ للدارِ الآخرةِ، فيبعثُ اللّهُ سبحانهُ الخلائقَ بعثًا، ويحشرهم إليهِ
¬__________
(¬1) روايةُ حنيِن الجذعِ ثابتة في الصحيحيِن.
(¬2) العشار: النوقُ التي مضَى علَى حملهَا عشرةَ أشهر.
(¬3) أغلبُ هذه المعجزات ثابت فيِ الصحيحيِن ومَا لم يكن في الصحيحينِ فهوَ فيِ كتب السنةِ الصحيحة.

الصفحة 31