كتاب منهاج المسلم
كتابهُ في يمينهِ أمْ فيِ شمالهِ أمْ وراءَ ظهرهِ؟ وعندَ الصِّراطِ إذَا وُضِعَ بينَ ظهريْ جهنّمَ حتَّى يجوز" (¬1) . وفيِ قولهِ: "لكلِّ نبي دعوةٌ قد دعاها لأمتهِ، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمَتي".
وفي قولهِ: "أنَا سيدُ ولدِ آدمَ ولَا فخرَ، وأنَا أولُ منْ تشقَّقَ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولَا فخرَ، َ وأنَا أوَّلُ شافعٍ وأوَّلُ مشفَّعٍ ولَا فخرَ، ولواءُ الحمدِ بيدِي يومَ القيامةِ ولَا فخرَ" (¬2) . وفي قولهِ: "منْ سألَ الجنَّةَ ثلاثَ مراتٍ، قالتِ الجنَّةُ: اللّهم أدخلهُ الجنَّةَ، ومن استجارَ منَ الناَرِ ثلاثَ مرَّاتٍ قالتِ النَّارُ: اللهمَّ أجرهُ منَ النَّارِ" (¬3) .
3 - إيمانُ الملايينِ منَ الأنبياءِ والمرسليَن والحكماءِ والعلماءِ والصَّالحيَن منْ عبادِ اللّهِ باليومِ الآخرِ وبكل ما وردَ فيهِ، وتصديقهم الجازمُ بهِ.
الأدلةُ العقليةُ:
1- صلاحُ قدرةَ اللّهِ لإعادةَ الخلائقِ بعدَ فنائهم، إذْ إعادتهم ليستْ بأصعبَ من خلقهم وإيجادهم علَى غيرِ مثالٍ سابقٍ.
2 - ليسَ هناكَ مَا ينفيهِ العقلُ منْ شأنِ البعثِ والجزاءِ؛ إذِ العقلُ لَا ينفِي إلاَّ مَا كانَ منْ قبيلِ المستحيلِ كاجتماعِ الضِّدَّينِ، أوِ التقاءِ النَّقيضينِ. والبعثُ والجزاءُ ليسَا منْ ذلكَ فيِ شيءٍ.
3 - حكمتهُ تعالَى الظَّاهرةُ فيِ تصرفاتهِ في مخلوقاتهِ، والبارزةُ فيِ كل مظهرٍ ومجالٍ منْ مجالاتِ الحياةِ ومظاهرهَا تحيلُ عدمَ وجودِ البعَثِ للخلقِ بعدَ موتهم، وانتهاءِ أجلِ الحياةِ الأولَى وجزائهم علَى أعمالهم منْ خيرٍ وشر.
4 - وجودُ الحياةِ الدنيَا ومَا فيهَا منْ نعيمٍ وشقَاءٍ، شاهدٌ علَى وجودِ حياة أخرَى في عالمَ آخرَ يوجدُ فيهَا منَ العدلِ والخيرِ والكمالِ، والسَّعادةِ والشّقاءِ مَا هوَ أَعْظَمُ وأفضلُ بَكثير، بحيثُ إنَّ هذهِ الحياةَ ومَا فيهَا منْ سعادة وشقاء لَا تمثِّلُ منْ تلكَ الحياةِ إلاَّ مَا تمثلُ صورة قصرٍ منَ القصورِ الضَّخمةِ، أوْ حديقةٍ منَ الحدائقِ الغنَّاءِ علَى قطعةِ ورق صغير.
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود (5/ 116) كتاب السنة بإسناد حسن.
(¬2) صحيح مسلم كتاب الفصائل (3) .
(¬3) رواه الترمذي (5/ 603) وابن ماجه (حديث 4340) .
الصفحة 35