كتاب منهاج المسلم

عز وجل: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) } [الحجر:21] . وفي قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا (¬1) إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) } [الحديد: 22] . وفي قوله: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [التغابن: 11] وفي قولهِ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ (¬2) فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13] . وقوله: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51) } [التوبةُ: 51] . وفيِ قوله عز وجل: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) } [الأنعام: 59] وقوله: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29] وقولهِ: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) } [الأنبياء: 101] وفي قوله: {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ} [الكهف: 39] وفي قوله: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] .
2 - إخبارُ رسوله - صلى الله عليه وسلم - عنْ ذلك فيِ قولهِ: "إنَّ أحدكمْ يُجمعُ خلقهُ في بطنِ أِّمهِ أربعينَ يومًا نطفةً، ثمَّ يكونُ علقةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يكونُ مضغةً مثلَ ذلكَ، ثمَّ يرسل إليهِ الملكُ فينفخُ فيهِ الرُّوحَ، ويؤمرُ بأربعِ كلماتٍ: بكتبِ رزقهِ، وأجلهَ وعملهِ وشقي أوْ سعيدٍ، فوالَّذِي لَا إلهَ غيرهُ، إنَّ أحدكم ليعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ حتَّى مَا يكونُ بينهُ وبينهَا إلا ذراعٌ فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ النَّارِ فيدخلهَا، وإنَّ أحدكم ليعملُ بعملِ أهلِ النَّارِ حتَّى مَا يكونُ بينهُ ويينهَا إلاَّ ذراعٌ فيسبقُ عليهِ الكتابُ فيعملُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ فيدخلهَا" (¬3) . وفيِ قولهِ - صلى الله عليه وسلم - لعبدِ اللّهِ بنِ عباسٍ: "يَا غلامُ إنِّي أعلِّمكَ كلماتٍ: احفظِ اللَّهَ يحفظكَ، احفظْ اللَّهَ تجدهُ تجاهك، إذَا سألتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذَا استعنتَ فاستعنْ باللَّهِ، واعلم أنّ الأمّةَ لوِ اجتمعتْ علَى أنْ ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلاَّ بشيء قدْ كتبهُ اللَّهُ لكَ، وإنْ اجتمعُوا علَى أنْ يضرُّوكَ بشيء لم يضرُوكَ إلاَّ بشيءٍ قدْ كتبهُ اللَّهُ عليكَ، رفعتِ الأقلامُ، وجفَّتِ الصُّحفُ" (¬4) . وفِى قوله: "إنّ أوَّلَ مَا خلقَ اللّهُ تعالَى القلمُ فقالَ لهُ: اكتبْ، فقالَ: ربِّ! وماذَا أكتبُ؟ قالَ: اكتبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتَّى تقومَ الساعةُ" (¬5) . وفيِ قولهِ - صلى الله عليه وسلم -: "احتجَّ آدمُ وموسَى، قالَ موسَى:
¬__________
(¬1) نخلقهَا.
(¬2) طائرهُ: نصيبهُ منَ العملِ المقدرِ لهُ.
(¬3) رواه مسلم (4/ 2036) كتاب القدر.
(¬4) رواه الترمذي (2516) وصححهُ. احفظِ اللهَ: احفظْ حدودهُ، وراعِ حقوقه.
(¬5) رواه الإمام أحمد (5/ 317) وأبو داود (4700) .

الصفحة 38