كتاب منهاج المسلم
لهُ، مَا شاءَ اللّهُ وشئتَ: "قلْ مَا شاءَ اللَّهُ وحدهُ" (¬1) . وفيِ قولهِ: "أخوفُ مَا أخافُ عليكمُ الشِّركُ الأصغر" قالُوا: ومَا الشِّركُ الأصغر يَا رسولَ اللّهِ؟ قالَ: "الرياءُ؛ يقولُ اللّهُ تعالَى يومَ القيامةِ إذَا جازَى الناسَ بأعمالهم: اذهبُوا إلَى الّذينَ كنتم تراءونَ فيِ الدُّنيَا، فانظرُوا هلْ تجدونَ عندهم منْ جزاءٍ؟ " (¬2) . وفي قوله: "أليسُوا يُحلُّونَ لكم مَا حرمَ اللهُ فتحلُّونهُ، ويحرمونَ مَا أحلّ اللّهُ فتحرمونهُ؟ " قالَ: َ بلَى، قالَ: "فتلكَ عبادتهم" قالهُ - صلى الله عليه وسلم - لعديِ بنِ حاتم لماَّ قرأَ قولهُ تعالَى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] فقالَ عديٌّ: يَا رسولَ اللهِ لسنَا نعبدهم" (¬3) .
وفيِ قولهِ: "إنَّهُ لَا يستغاثُ بي، وإنَّمَا يستغاثُ باللَّهِ" (¬4) . قالهُ لمَاّ قالَ بعضُ الصَّحابةِ: قومُوا نستغيثُ برسولِ اللّهِ منْ هذَا المنافقِ (لمنافق كانَ يؤذيهمْ) .
وفيِ قولهِ: "منْ حلفَ بغيرِ اللَّهِ فقدْ أشركَ" (¬5) . وفيِ قولهِ: "إنَّ الرُّقَى والتَّمائمَ والتِّولةَ شركٌ" (¬6) .
الأدلةُ العقليَّةُ:
1 - تفرُّدهُ تعالَى بالخلقِ والرِّزقِ، والتصرفِ، والتَّدبيرِ، يوجبُ عبادتهُ وحدهُ، لَا شريكَ لهُ فيِ شيء منهَا.
2 - جميعُ المخلوقاتِ مربوبةٌ لهُ تعالَى، مفتقرةٌ إليهِ فلم يصلحْ شيءٌ منهَا أنْ يكونَ إلهًا يعبدُ معهُ تعالَى.
3 - كونُ منْ يدعَى، أوْ يستغاثُ بهِ، أوْ يستعاذُ لَا يملكُ أنْ يعطِي أوْ يغيثَ، أوْ يعيذَ منْ شيءٍ؛ يوجبُ بطلانَ دعائهِ، أوْ الاستغاثةِ بهِ، أوْ النَّذرِ لهُ، أوْ الاعتمادِ والتَّوكُّلِ عليهِ.
الفصلُ الرابعَ عشرَ: فِي الوسيلةِ
يؤمنُ المسلمُ بأنَّ اللّهَ تعالَى يحب منَ الأعمالِ أصلحهَا، ومنَ الأفعالِ أطيبهَا، ويحبُّ منْ
¬__________
(¬1) الحديث سبق تخريجه.
(¬2) رواه الإمام أحمد (3/ 7) من طرق وهو حسن.
(¬3) رواه الترمذي في صحيحه (3095) وحسنه.
(¬4) رواه الطبراني وهو حسن. وورد في مجمع الزوائد للهيثمي (10/ 159) .
(¬5) رواه الترمذي (1535) وحسنه. ورواه الإمام أحمد (2/ 125) .
(¬6) رواه أبو داود (3883) والإمام أحمد (1/ 381) وابن ماجه (330) وغيرهم. وَالتوَلَةُ: بضم التاءِ وَكَسرِهَا: خَرَزَة تُحَببُ مَعهَا المراةُ إِلَى زوجها.
الصفحة 41