كتاب منهاج المسلم

عنهم أجمعينَ، ثم العشرةُ المبشَّرونَ بالجنّةِ، وهم الراشدونَ الأربعةُ، وطلحةُ بنُ عبيدِ اللّهِ، والزبيرُ بنُ العوّامِ، وسعدُ بنُ أبِي وقّاصٍ، وسعيدُ بنُ زيد، وأبو عبيدةَ عامر بنُ الجرَّاحِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ، ثم أهلُ بدرٍ، ثم المبشَّرونَ بالجنَّةِ منْ غيرِ العشرةِ كفاطمةَ الزَّهراءِ، وولديهَا الحسنينِ، وثابتِ بنِ قيسِ، وبلالِ بنِ رباح وغيرهم، ثمَّ أهلُ بيعةِ الرضوانِ وكانُوا ألفًا وأربعمائةِ صحابي رضيَ اللّهُ تعالَى عنهم أجمعينَ.
كمَا يؤمنُ المسلمُ بوجوبِ إجلالِ أئمةِ الإسلامِ واحترامهم وتوقيرهم والتّأدبِ معهم عندَ ذكرهم، وهم أئمةُ الدين وأعلامُ الهدَى كالقراءَ والفقهاءِ والمحدثينَ والمفسِّرينَ منَ التَّابعينَ وتابعِي تابعيهم، رحمهمُ اللّهُ ورضيَ عنهم أجمعينَ.
كمَا يؤمنُ المسلمُ بواجبِ طاعةِ ولاةِ أمورِ المسلمينَ وتعظيمهم واحترامهم والجهادِ معهم والصَّلاةِ خلفهم وحرمةِ الخروجِ عليهم بم ولذَا فهوَ يلتزمُ حيالَ كل هؤلاءِ المذكورينَ بآدابٍ خاصَّةٍ.
أما أصحابُ رسولِ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - وآلُ بيتهِ فإنَّهُ:
1 - يحبهم لحب اللّهِ تعالَى وحبِّ رسولهِ - صلى الله عليه وسلم - لهم إذْ أخبرَ تعالَى أنَّهُ يحبهم ويحبّونهُ فيِ قولهِ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54] . كمَا قاَل فيِ وصفهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "اَلله الله في أصحابي لا تتَّخذوهم غرضا بعدِي، فمنْ أحبهم فبحبي أحبَّهم، ومنْ أبغضهم فببغضِي أبغضهم، ومنْ آذاهم فقدْ آذاني، ومنْ آذاني فقدْ آذَى اللّهَ، ومنْ آذَى اللّهَ يوشكُ أنْ يأخذهُ" (¬1) .
2 - يؤمنُ بأفضليَّتهم علَى غيرهم منْ سائرِ المؤمنينَ والمسلمينَ لقولهِ تعالَى فيِ ثنائهِ عليهم: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100] .

وقالَ رسولُ الله عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: "لَا تسبُّوا أصحابِي فإنّ أحدكم لوْ أنفقَ مثلَ أحدٍ ذهبًا ما بلغَ مدَّ أحدهم ولَا نصيفهُ" (¬2) .
3 - أنْ يرَى أن أبَا بكرٍ الصديقَ أفضلُ أصحابِ رسولِ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - ومنْ دونهمْ علَى الإطلاق، وأنَّ الَّذِينَ يلونهُ فيِ الفضلِ هم: عمرُ، ثمَّ عثمانُ، ثمَّ علي رضيَ اللّهِ تعالَى عنهم
¬__________
(¬1) رواه الترمذي (3862) وحسنه.
(¬2) رواه أبو داود (4658) بإسناد حسن.

الصفحة 53