كتاب منهاج المسلم

الباب الأول: في العقيدة
الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى
هذا الفصل من أخطر هذه الفصول شأنًا، وأعظمها قدرًا. إذ حياة المسلم كلها تدور عليه، وتتكيف بحسبه، فهو أصل الأصول في النظام العام لحياة المسلم بكاملها.

الإيمان بالله تعالى:
المسلم يؤمن بالله تعالى بمعنى أنه يصدق بوجود الرب تبارك وتعالى وأنه عز وجل فاطر (¬1) السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، لا إله (¬2) إلا هو، ولا رب غيره، وأنه -جل وعلا- موصوف بكل كمال، منزه عن كل نقصان، وذلك لهداية الله تعالى له قبل كل شيء (¬3) ثم للأدلة النقلية والعقلية الآتية:

الأدلة النقلية:
1 - إخباره تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق وعن أسمائه وصفاته وذلك في كتابه الكريم، ومنه قوله عز وجل: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا (¬4) وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) } [الأعراف: 54] .
وقوله لما نادى موسى -عليه السلام- بشاطيء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة: {يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) } [القصص: 30] وقوله: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) } [طه: 14] . وقوله في تعظيم نفسه، وذكره أسماءه وصفاته: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) } [الحشر: 22 - 24] .
وقوله في الثناء على نفسه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ
¬__________
(¬1) خالق.
(¬2) لا معبودَ بحقٍّ إلا هو.
(¬3) مصداق هذا قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} . الأعراف: 43.
(¬4) سريعًا.

الصفحة 7