كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

باختلاف الشرائع) فبين فيه عيوب كل من النظام الشيوعي والنظام الراسمالي.
ثانياً: واما من الناحية الاجتماعية فقد عمل الغرب على إضعافها حتى
أصبح الفرد لايشعر بمسؤوليته أياَ كان دور 5 في المجتمع، فهو جشع في المطالبة
بحقه، ومهمل كل الإهمال بواجباته تجاه الغير، وأدخلت المرأة كسلاح في
المعركة ضد المسلمين، وقد وجد الغرب من يؤيده من المسلمين في ذلك مثل
(قاسم امين) الذي نادى بتحرير المرأة من قيود الإسلام وأحكامه، وتبنى القضية
فريق من النسوة على راسهن (هدى شعراوي)، وفريق من الرجال المدافعين عن
حقوق المرأة، وأصبح الحق الأول الذي تطالب به النسوة هو السفور، فقد
سافرت (هدى شعراوي) بنت محمد باشا سلطان إلى فرنسة لتتعلم، وسافرت
محجبة، ولكنها لما رجعت خلعت الحجاب، وأصبحت تستقبل الرجال
الأجانب دون الحجاب. وتحلق حولها مجموعة من الرجال والنساء، وقامت
مجموعة من النساء بمظاهرة في ميدان قصر النيل أمام ثكنات الجيش الإنكليزي
سنة (1919 م) هتفن فيها ضد الاحتلال، وقمن بخلع الحجاب عن رؤوسهن،
والإلقاء به على الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار (1)، هذا
بالإضافة إ لى ظهور بعض ا لأمراض ا لاجتماعية كحرمان بعض ا لورثة من ا لميراث
تحت ستار الوقف الأهلي.
والناظر في مؤلفات الشيخ علي الخفيف يجده قد تصدى للأمراض
الاجتماعية التي تفشت في المجتمع الإسلامي فبئن في أكثر من بحث موقفه
منها.
ففي بحث (الفكر التشريعي) قال: "يقيم الإسلام مجتمعه على أسس
قويمة تصونه من الأنانية في المعاملة والسلوك، ومن طغيان نوازع النفوس التي
تدعو إلى الشر، وتوقد نار العداوة والبغضاء بين أفراده، وتؤدي بهم إلى
الاعوجاج والفساد، والفرقة والتنابذ والفشل؟ اسس تربط بين أفراد المجتمع
وتؤلف بينهم، وتوحدهم، وتجعلهم إخوة متناصرين بعضهم اولياء بعض. .
(1) واقعنا المعاصر لمحمد قطب، ص 0 5 2 - 58 2.
14

الصفحة 14