كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

2 1 - أسباب اختلاف الفقهاء
نشر 5 معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة
مطبعة الرسالة بالقاهرة، الطبعة الأولى (1956 م). وطبعة ثانية في دار الفكر
العربي بالقاهرة سنة (996 1 م)، ويقع في (275) صفحة.
وهو في الأساس محاضرات ألقاها فضيلته على طلبة الدرإسات العليا
بمعهد الدراسات العربية، جمع فيه بين علمي الفقه والأصول، حيث نبه فيه إلى
القواعد الأصولية واللغوية التي تعد سبباَ من أسباب اختلاف الفقهاء في كثير من
الفروع الفقهية، وهو يهدف إلى تقريب شمقة الخلاف بين المذاهب الإسلامية،
ويضع حداَ للتعصب المذهبي، كما يهدف إلى معرفة الأسباب الحقيقية
للاختلاف بين الفقهاء.
وهو يتضمن مقدمة وعدة مباحث، تكلم في المقدمة عن حقيقة الخلاف
بين الناس، لأنه امر طبيعي في كل تشريع يتخذ من أعمال الناس وعاداتهم
مصدراَ لآرائه، لأن عادات الناس مختلفة، وأعرافهم متعددة، وأعمالهم
متنوعة، وآراءهم متعارضة، وأنظارهم متفاوتة، ولذا كانت الشرائع الوضعية
محلاً للخلاف ومثاراَ للجدال والنقاش، لأنها من وضع البشر، ومن نتاج
أفكارهم في سبيل ما يبتغون من مصالج، والمصالح تختلف باختلاف الناس
واختلاف أغراضهم وبيئاتهم، وخلصت من ذلك الشريعة الإسلامية ايام كان
الرسول -شمم يبلغها، ويقوم على بيانها، والفصل بين الناس بمقتضاها، وذلك
لأنها تتخذ من الوحي مصدراَ لها. وا ما بعد وفاته ع! ي! وانقطاع الوحي فقد اضطر
خلفإؤه إلى الرجوع إلى الرأي فيما لم يرد فيه نص من كتاب أو سنة، وكانوا
يختلفون في حكم ما يعرض عليهم، وازداد الخلاف بظهور المدارس الفقهية
والمذاهب.
149

الصفحة 149