كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

ومن نتائج ذلك شعور كل فرد في المجتمع بأن عليه واجبات يؤديها إليه لقاء ماله
من حقوق قبله يتوقف وفاوْه بها على القيام بهذه الواجبات، وإذا قصر في
ادائها أدى ذلك إلى انهيار البناء وتفكك روابطه، وذهاب ريحه ".
ثم تكلّم عن الأسرة ودور المراة الصالحة فيها (1).
وفي بحث الوقف الأهلي طرح المشكلة من جميع جوانبها، ووصف
العلاج والحل لها.
ثالثاً: وأما الناحية العلمية فقد عمل الغرب على إضعافها بقصد إحلال
الثقافة الغربية محل الثقافة الإسلامية، فسيطر الاستعمار في الدول العربية على
التربية والتعليم وغيهركثيراً من المناهج الدراسية، وبعث المبعوثين إ لى الجا معات
الغربية، لغسل أدمغتهم، وتحويل أنظارهم، فانبهر الكثير منهم بالعلوم الغربية
التجريبية، وجعلوها تطغى على العلوم الشرعية: من عقيدة وتفسير وحديث
وغير ذلك، مما ادى ذلك إ لى ظهور دعوات هدا مة في مجا ل ا لتعليم: كالدعوة إ لى
العامية بدلاً من اللغة العربية الفصحى، واتخاذ العامية اداة للكتابة والتأليف،
والدعوة إلى ان الشعر الجاهلي منحول للطعن في إعجاز القرآن الكريم،
والدعوة إلى نبذ السنة بحجة أنه دخلها الموضوع وغير الصحيح، واختلط
الصحيح بغير الصحيح، فيكفي القرآن وحده، وقد عمل الاستعمار على إبعاد
خريجي الأزهر الشريف عن الوظائف الحكومية بحجة عدم معرفتهم بواقع
العلوم العصرية، وحصروهم في المساجد والكتاتيب، مما ادى ذلك إلى
إضعاف الثقة بهم، هاضعاف الدراسة الشرعية في الأزهر والمدارس الشرعية،
ومما ساعد على ذلك جمود بعض العلماء وتعصبهم لمذاهبهم الفقهية.
النإظر في حياة الشيخ الخفيف ومؤلفاته يجد أنه تنبه إلى هذا مبكراً فجمع
في دراسته الجامعية بين القديم والحديث، حيث درس في مدرسة القضاء
الشرعي العلوم الشرعية والقوانين والإجراءات القضائية العملية، فنال بذلك
أعلى الوظائف من تدريس جامعي وقضاء ومحاماة شرعية، وكتب في اكثر من
(1) الفكر التشريعي للشيخ علي الخفيف، ص 74.
15

الصفحة 15