كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

بالتبجيل والإكبار؟ لأن العلم في حس الناس هو علم الدين، الذي هو خير الدنيا
والاَخرة، ولأن وظائف الدولة يحتل معظمها خريجو الأزهر، فينالون في
المجتمع كل وسائل الرفعة والصعود (1)، ومن العلماء الذين تتلمذ عليهم في
القرية والقرى المجاورة لقريته الشيخ عبد المجيد سليم شيخ الأزهر الشريف.
ثالثاً -التحاقه بالأزهر الشريف:
بعد أن أتم الشيخ علي الخفيف حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ العلوم
التحق بالأزهر الشريف سنة (4 90 ام) أي قبل تنطيمه وتطويره بعدة سنوات،
فقد كان التدريس في الأزهر يتم عن طريق حلقات التدريس، حيث يجلس كل
شيخ إلى عمود من اعمدة مسجد الأزهر، ويحضر امامه من الطلبة من يحضر،
وقد يكون في المسجد شيخ آخر يجلس إ لى عمود آخر يدرس المادة نفسها التي
يدرسها الأول!، ويترك الخيار للطالب في الدوام وا لالتزام واختيار المدرس.
وكانت المواد الدراسية تقتصر على اللغة العربية والعلوم الشرعية،
وبقيت العلوم الأخرى من رياضية وجغرافية وفلسفية وقانونية وإدارية مهجورة،
ينظر إليها بعين السخط، ويفر من سماعها فرار الصحيج من الأجرب، ولما
حاول! بعض ولاة الأمور إعادة تدريس هذه المواد تهرَّب بعض العلماء بحجة أنها
تنافي الدين (2).
ومما لاشك فيه أن تغييب تلك المواد عن المناهج الدراسية للأزهر أدى
إلى عزل! علماء الأزهر عن واقع الحياة، وأصبح ينظر إليهم كأنهم عضو ميت في
المجتمع، وحل محلهم خريجو المدارس الحديثة والمدارس الأجنبيهْ في مصر
وفي إنكلترة، هذا بالإضافة إلى أن طريقة التدريس في الأزهر بقيت على الطريقة
التقليدية القديمة، فلا تستند إلى أساليب التربية الحديثة، ولا تنتفع بثمار
المتخصصين في شؤون التعليم والدارسين لعلم النفس، والعارفين بعقليات
(1)
(2)
بتصرف من كتاب (واقعنا المعاصر) لمحمد قطب، ص 18 2.
المجددون في الإسلام لعبد المتعال الصعيدي، ص 17 5.
19

الصفحة 19