كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

الطلاب، وما لديهم من فروق فردية، ومواهب تساعد في تكوين الملكات
العلمية، كما أن الأساتذة يفتقرون إلى التخصص الدقيق، فالأستاذ الواحد
يدرس عدة مواد في الفقه والعقيدة والنحو والبلاغة والصرف (1).
لهذا كانت نظم التعليم في الأزهر والمعاهد الدينية التابعة له محلاَّ
للإصلاح والتغيير والتطوير كما يقول الشيخ علي الخفيف: " وقد كانت نظم
المعاهد الدينية ومناهجه! في ذلك العهد محلاَّ للنظر في إصلاحها وتجديدها
وتطويرها بما يقربها من نظم التعليم الحديث، ويخلصها مما كان يعوقها عن
الوصول إلى غايتها من إضاعة الوقت في تفهم الأساليب التي شابتها العُجمة
التركية او العُجمة البربربة، والتراكيب الركيكة المبهمة، التي خفيت دلالتها
بسبب عجمة أصحابها، وجهالتهم بقواعد العربية، وما أرادو 5 لها من الاختصار
والحصر والإيجاز والحذف، مع إغفال القواعد النحوية، وكانت أول خطوة
خطاها الإصلاح إنثاء معهد الإسكندرية (2).
لهذا كله لم تطل إقامة الشيخ علي الخفيف في الأزهر الشريف، ولم
يمكث فيه إلا ثلاث سنوات أو أقل، وانتقل منه في نهاية سنة (1906 م) إلى
معهد الإسكندرية الديني.
رابعأ -التحاقه بمعهد الإسكندرية الديني:
بحث الشيخ علي الخفيف عن معهد علمي يجمع في تدريسه بين القديم
والحديث، فلم يجد في ذلك الوقت إلا معهد الإسكندرية الديني، ولم تكن
الجامعة المصرية في ذلك الوقت قد انشئت بعد، فالتحق بمعهد الإسكندرية في
أوائل سنة (7 0 9 1 م)، وهو معهد ازهري انشئ بتوجيهات الشيخ محمد عبده في
سنة (4 190 م) للشيخ محمد شاكر، فبعد ان طاف الأخير مدارس الإسكندرية
(1)
(2)
النهضة الإسلامية من سير اعلامها المعاصرين للدكتور محمد رجب البيومي:
2/ 02 2.
كلمة الشيخ علي الخفيف في تأبين مجمع اللغة العربية للشيخ عبد الرحمن
تاج، مجلة المجمع: 36/ 224.
20

الصفحة 20