كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

للقاعات الدراسية والإدارة بالإضافة إلى مساكن الطلبة (1).
هذا ما دعا الطلبة النابهين إلى أن يولوا وجهتهم قِبل هذا المعهد، فقصدوا
إليه، واستبقوا العرفان والحكمة بالانضمام إليه، والانتظام في سلك طلابه،
فكان ممن ارتحل إليه الشيخ علي الخفيف والتحق به؟ لكن إقامته فيه لم تستمر
إ لا عدة أ شهر، ويرجع سبب ذلك إ لى إ نشاء مدرسة القضاء الشرعي، فبمجرد أ ن
سمع ب! نشا ئها تقدم إ ليها، ووقع اختيار الإدارة عليه، فا نتقل إ ليها فوراَ.
خامساً - التحاقه بمدرسة القضاء الشرعي:
لما علم الشيخ علي الخفمف يإنشاء مدرسة القضاء الشرعي في سنة
(7 0 9 1 م) انتقل إليها، وترك معهد الإسكندرية، لأن هذه المدرسة بمثابة جامعة
راقية سامقة في حينها، تفوق في مناهجها ونظامها معهد الإسكندرية الديني.
إن فكرة إنشاء هذه المدرسة قديمة، ترجع إلى فكرة المرحوم علي باشا
مبارك سنة (1888 م) حيث أعد نظامأ خاصاَ لتخصص القضاء والإفتاء في دار
العلوم (2)، ولكن سرعان ما ألغي هذا التخصص في سنة (1895 م)، ثم أعاد
الفكرة الشيخ محمد عبده في التقرير الذي أعده عن القضاء الشرعي في مصر،
فاقترح إنشاء مدرسة لتخريج قضاة شرعيين أكفاء، فوافقت الدولة على ذلك،
وصدر قرار إنشاء المدرسة في فبراير (7 0 9 1 م) على أن تكون قسماَ من الأزهر،
ويكون لها محل خاص، وتقسم إلى قسمين: الأول: لتخريج كتاب للمحاكم
الشرعية، والقسم الئاني: لتخريج قضاة شرعيين.
وقد عينت الدولة لجنة مشكلة من الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية
رئيساَ، وحسين رشدي أحد القضاة في المحاكم المختلطة، وأمين سامي بك
مدير مدرسة الناصرية، والشيخ محمد زيد الأبياني المدرس بمدرسة الحقوق
(1)
(2)
مقال في ترجمة الشيخ محمد شاكر للأستاذ محمد كامل الفقي، مجلة الأزهر:
18/ 359، سنة (947 ام).
التعليم في مصر في سنتي 1914 - 915 ام لأمين سامي باسا، ص 92.
22

الصفحة 22