كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

أعضاء، واحمد سمير سكرتيرأ للجنة، ونيط بهذه اللجنة تحضير لائحة
للمدرسة، ووضع مناهج الدراسة والكتب الدراسية.
ولما أنهت اللجنة عملها وقدمته للدولة أصدرت قرارها النهائي بإنشاء
هذه المدرسة على ان يتخذ التعليم فيها صبغة حرة، فلا يقتصر على دراسة
المسائل الدينية فقط، والطلبة الذين يختارون يتلقون التعليم مجانأ، وتعطى لهم
مكافأة شهرية على مثال الأزهر، والشهادة التي تعطى لمن يجوزون الشروط
اللازمة للتعيين في وظائف القضاة او المفتين أو الأعضاء في المجالس تكون
مماثلة للشهادة التي يمنحها الأزهر، واساتذة المدرسة الذين سينتخبون من
العلماء الذين امتازوا بالكفاءة. ولكن يجب ان يكون للحكومة رقابة حقيقية
على سير الامتحانات، فألحقت بوزارة المعارف في عهد وزارة سعد باش!
زغلول.
واختير لإدارتها المرحوم محمد عاطف بركإت، وقد عرف بالعلم والدقة
في الأمور، قال فيه احد خريجي هذه المدرسة الشيخ عبد الوهاب خلاف:
" اشهد بالثه انه كان رجلأ من أفضل رجالات مصر، قوة إرادة، ومضاء عزيمة،
وشدة حزم، وبعد نظر، وكان لا يخشى في الحق لومة لائم، وأبغض الأخلاق
إليه الكذب والرياء والمجاملة والمداهنة، وأبغض الناس إليه المراؤون
والمجاملون والمداهنون" (1) وهو من خريجي دار العلوم، وأكمل دراسته في
إنكلترة، وقد استطاع رحمه الله بصراحته وحزمه أن يختار لهذه المدرسة نخبة
من العلماء للتدريس في هذه المدرسة، فاستعان بالمدنيين لتدريس العلوم
العصرية، وبالأزهريين لتدريس العلوم الدينية، يقول الأستاذ أحمد أمين في
وصفه لأعضاء هيئة التدريس: "كنت ترى مزيجأ عجيباَ من الأساتذة، هذا شيخ
ازهري تربى تربية ازهرية بحتة، ودنياه كلها هي الأزهر وما حوله، بجانبه أستاذ
(1)
كلمة الشيخ عبد الوهاب خلاف في ترجمة الشيخ أحمد إبراهيم بك، مجلة
القانون والاقتصاد -كلية الحقوق، جامعة القاهرة السنة (5 1) العددان (6، 7)،
ص 387.
23

الصفحة 23