كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

1 - التدريس في مدرسة القضاء الشرعي:
في السنة التي تخرج فيها الشيخ علي الخفيف من مدرسة القضاء الشرعي،
وهي سنة (915 ام) وقع اختيار مجلس إدارة المدرسة عليه ليكون عضو هيئة
تدريس فيها. ومما لاشك فيه أنه اختيار مبني على معرفة تستند إلى معايشة
استمرت ثماني سنوات دراسية في تلك المدرسة، وهي مدة كافية للكشف عن
قدراته وطاقاته ومواهبه وأخلاقه، هذا بالإضإفة إلى أنه اختيار جماعي صادر من
مجلس إدارة المدرسة، وهو مجلس يتمتع بكفاءة عالية، وحرص شديد على
المحافظة على المستوى العلمي الرفيع لهذه المدرسة. قال في وصفه الشيخ
عبد الوهاب خلاف: "يختار مجلس إدارتها من اكفأ المصريين، واشدهم
حرصأ على الإصلاح وخبرة به " (1).
في هذه المدرسة التاهضة وفي بيئتها الصالحة اختير الشيخ علي الخفيف
لتدريس الفقه الإسلامي، وهو المادة الأساسية فيها، والتقى الأستاذ الشاب
بالطلبة لقاء الود والصداقة، والبذل والعطاء، والتوجيه والإرشاد.
يقول احد تلامذته الدكتور إبراهيم مدكور: "في هذه المدرسة تتلمذت
للمرحوم الخفيف في درس لا انساه، تتلمذت له في علم الفرائض، ونعمت في
درسه بالفقيه المتمكن والرياضي الدقيق، وقدر لي ان أشترك بعد زمن في
مناقشة مشروع قانون المواريث بمجلس الشيوخ (المصري)، وكان هذا الدرس
خير عون لي. في هذه المدرسة تتلمذت للمرحوم وصادقته، وهكذا كان شأن
مدرسة القضاء، فقد كان يراد بها ان تجمع بين الأساتذة والطلاب والأصدقاء،
وأي صداقة أ قوى وامتن من تلك ا لتي تتوثق بين رجال العلم والمعرفة طوال تسع
سنين ثا (2).
(1)
(2)
كلمة الشيخ عبد الوهاب خلاف في حياة الشيخ أحمد إبراهيم، مجلة القانون
والاقتصاد، جامعة القاهرة السنة (5 1) العددان (6، 7)، ص 389.
كلمة الدكتور ابراهيم مدكور في حفل تأبين الشيخ علي الخفيف، مجلة مجمع
اللغة العربية: 6 4/ 67 1.
30

الصفحة 30