كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

المطلب الرابع
مكانته العلمية
يتمتع الشيخ علي الخفيف رحمه الله في الأوساط العلمية والرسمية
بمكانة علمية مرموقة، فهو أصولي محقق بارع ذو رأي صائب، واختيار موفق،
ونظر دقيق، وهو فقيه متمكن من الفقه، ومتحكم به، يقرب أحكامه للأفهام،
ويجتهد في القضايا المعاصرة، وهو لغوي مدقق وصاحب لسان بليغ، ترسخت
عنده الملكة الفقهية حتى اصبح فقيه نفس، ودعا إلى تجديد الفقه الإسلامي
قولاً وعملاً، وتأثر به وبفكره التشريعي عدد لا يحصى من التلاميذ، وفيما يلي
بيان لملكته الفقهية، والأوساط العلمية التي كزَمته، وحرصت على الاستفادة
منه، ودعوته لتجديد الفقه، وتلاميذه الذين تأثروا بدعوته.
اولأ - ملكته الفقهية:
الملكة الفقهية هي: " صفة راسخة في النفس تحقق الفهم لمقاصد الكلام
الذي يسهم في التمكن من إعطاء الحكم الشرعي للقضية المطروحة، إما برده
إلى مظانه في مخزون الفقه، أو بالاستنباط من الأدلة الشرعية أو القواعد الكلية"
وهي تحصل للفقيه بتحقق مقوماتها: من استعداد عقلي وروحي وشخصي
للفقيه، ومنهاج أصيل يقوم على حفظ القراَن الكريم، ومعرفة السنة النبوية،
ومعرفة مواطن الإجماع والاختلاف في الفقه الإسلامي، ومعرفة أصول الفقه
واللغة العربية، والعلم بمقاصد الشريعة الإسلامية، وفهم الواقع بما فيه من
تغيرات وتطورات، ومدرس حاذق يشرف على مرحلة التلقي (1).
والناظر في شخصية الشيخ علي الخفيف وحياته العلمية يجد أن جميع
(1) تكوين الملكة الفقهية للمؤلف، ص 58 - 87.
39

الصفحة 39