كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

تأسيسها ووضع قواعدها وتأصيل اصولها وسن أحكامها وتفريع مسائلها (1).
وقد اتخذ تجديد الفقه عند الشيخ علي الخفيف عدة مظاهر وصور منها:
1 - ننظير الفقه الأسلامي:
نقصد بتنطير الفقه الإسلامي أن تصاغ أحكام الفقه الجزئية وفروعه
المتفرقة ومسائله المنثورة في أبوابها المختلفة في صورة نظريات كلية عامة،
تصبح هي الأصول الجامعة التي تنبثق منها فروعها، وتتشعب جزئياتها المتعددة
وتطبيقاتها المتنوعة، على غرار النظريات المعروفة في القوانين الوضعية مثل:
نظرية الالتزام، ونظرية الأهلية (2).
والمتتبع لمؤلفات الشيخ علي الخفيف يجد أنه قد اهتم بهذا الجانب
اهتماماً كبيراً، فكتب عن نظرية الملكية في الفقه الإسلامي، ونظرية التصرف
الانفرادي، والإرادة المنفردة، ونظرية النيابة في الفقه الإسلامي، هذا بالإضافة
إلى أن كتاباته لم تخل من إشارة إلى بعض النظريات: كنظرية التعسف في
استعمال الحق.
2 - المقارنة الفقهية بين المذاهب الإسلامية:
نقصد بالمقارنة بين المذاهب الإسلامية جمع الاَراء الفقهية المختلفة
وتقييمها، والموازنة بينها، بالتماس أدلتها، وترجيج بعضها على بعض، وتفيد
هذه المقارنة الفقه من حيث الكشف عن مكنون جواهره وعدالة مبادئه ورسوخ
قواعده، وتجلي ما فيه من روائع الاجتهاد والاستنباط والتوليد والتخريج (3).
والمتتبع لمؤلفات الشيخ علي الخفيف يجد أنه اهتم بالمقارنة بين
المذاهب الإسلامية، ولم يقف عند المذاهب الأربعة وحدها، بل تعدى ذلك
إلى المذهب الظاهري، ومذهب الأوزاعي، والثوري، والطبري، والزيدية،
(1)
(2)
(3)
الفكر التشريعي واختلافه باختلاف الشرائع للخفيف، ص 9 4.
الفقه الإسلامي بين الاصالة والتجديد للقرضاوي، ص 28.
المصدر السابق نفسه.
52

الصفحة 52