كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

المطلب الخامس
شخصيته وأخلاقه
كان الشيخ علي الخفيف رحمه الله تعالى شخصية محببة تنفذ إلى قلوب
الاَخرين بكل تفدير واحترام وإجلال؟ وذلك لما يتمتع به من اخلاق حسنة،
وسمات حميدة، يبدو عليه سمت العلماء، وجلال الفقهاء، وهيبة القضاة، فهو
طويل الصمت، جهير الصوت، عف اللسان، كريم النفس، هادئ الطبع، لا
يدخل في معارك مع مخالفيه، وهو جليل في كل مكان عمل به أو جلس فيه كما
قال الحوفي: "كان جليلاً في كل مكان عمل به، فهو في مجمع البحوث
الإسلامية ينبوع دفاق، وفي موسوعة الفقه سحاب غيداق، وفي مدرسة القضاء
الشرعي وكليات الشريعة والحقوق علم خفاق، وفي مجمع اللغة العربية عالم
مرموق، وفي تطوير التشريع رائد سباق " (1)، ويذوب في حضرته الخلاف الذي
ينشأ بين أفراد عائلته قبل أن يقضي فيه بقضاء كما يقول ابنه الدكتور حميد
الخفيف: "كان إذا بدا في محيط الأسرة خلاف كان منتهى أمره أن يرفع إليه،
فقد كان الخلاف يذوب في حضرته قبل أن يقضي فيه قضاء" (2)، وكان في تربيته
لأولاده يسلك طريق الترغيب والتحبيب في الشيء الواجب فعله، ويبتعد في
أكثر الأوقات عن الأمر والنهي، والترهيب والتعنيف، ومن الأمثلة على ذلك
ما ذكره ابنه الدكتور حميد: "أذكر وأنا طفل في اول مراحل التعليم أنه كان يدفع
إليَّ بالمصحف لأتابعه وأراجعه وأصوبه، وهو يقرا القرآن، وكان ذلك يشبع في
نفسي زهو اً، مما جعل آصرة من ا لحب تنعقذ بيني وبين كتاب الله " (3).
(1)
(2)
(3)
مجلة مجمع اللغة العربية، كلمة الحوفي في حفل التابين: 6 4/ 172.
مجلة مجمع اللغة العربية، كلمة الدكتور حميد الخفيف في حفل التأبين:
46/ 174.
المصدر السابق نفسه.
62

الصفحة 62