كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

إن التواضع سمة العلماء العاملين، وهي تنشأ من معرفة الإنسان قدر نفسه
وقدر رئه، فالعالم مهما وصل من العلم والمعرفة فإنه لن يكون أعلم النإس،
ولن يصل في علمه إلى علم اللّه تعالى. قال تعالى: "وَفَؤ! - ذِى عِقو
عَلِيص " أيوسف: 176، ويجب على العالم أن يتواضع، لأن اللّه تعالى هو
الواهب لهذا العلم، قال تعالى مخاطباَ نبيه: " وَلَيِن شِدنَا لنًذهَبَنَ بِاَلَذِىَ أَؤحَيْنَا
إفكَ ئُمَّ لَاتحدُ لَكَ بِه علَتنَاوَ! يلأ" أ الإسراء: 186.
وللتواضع اَثار طيبة على العالم فهي تنبت محبة الاخرين له، وتزيل
الوحشة بينه وبين الناس، وتكسب العالم إجلالاً واحتراماَ من تلاميذ 5 ومن عامة
الخلق، وتعلمه تقدير اعمال الغير وإن فلّت، وتورثه الشرف والهيبة (1).
ثانيأ - الشعور با لمسؤولية:
كان الشيخ علي الخفيف شديد الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى، يراقبه
في كل عمل يكلف به، وفي كل علم يتعلمه، يحافظ على المواعيد، ويحرص
على حضور الاجتماعات، كما قال تلميذه رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور
إبراهيم مدكور: "يتابم جلسات مجلسنا، ولم يتخلف قط إلا لعذر قاهر" (2)
وذلك لأن التخلف عن المواعيد ينم على عدم الشعور بالمسؤولية، ويتصف
صاحبه بصفة من صفات المنافقين، كما قال النبي ع! ي!: " ثلاث من كن فيه كان
منافقاَ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، هاذا أؤتمن خان " (3) هذا بالإضافة
إلى أن فيه تضييعاَ لوقت الاخرين وتفويتاً لفرص قد لا تعوض من الخير، وفتحاً
لأبواب قد لا تغلق من الشر، وهو رحمه اللّه يشعر بالمسؤولية ا مام اللّه فيما تعلمه
من علوم، فيحرص على صيانتها وحفظها ببذل الجهد في تعميقها وتحقيقها
ونشرها وتفهيمها لغير 5 من الطلاب حتى يعم نفعها. كما قال ابنه الدكتور حميد
(1)
(2)
(3)
اخلاق ا لعا لم وا لمتعلم عند الاجري لعبد ا لرؤوف يوسف عبد ا لرحمن، ص 6 8.
مجلة مجمع اللغة العربية، حفل التأبين: 46/ 167.
رواه النسائي، كتاب ا لإيمان، باب علامة المنافق: 8/ 6 1 1.
65

الصفحة 65