كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

الخفيف: "كان مكباً على العلم منتفعاً به نافعاًالناس به " (1) وذلك لأن العلماء
ورئة الأنبياء في تبليغ العلم ونفع الناس به، وقال ع! ي!: "لن تزول! قدما عبد يوم
القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله
من اين اكستبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه فيما عمل به " (2).
ومن مظاهر شعوره بالمسؤولية انه لم يتخلف عن المحاضراب والتدريس
للطلبة في حياته بالرغم من انه كان مريضاً في اَخر حياته، فإذا طلب منه ابنه وهو
الطبيب المشرف على علاجه ان يعتذر عن المحاضرات بسبب المرض. قال:
ما ذنب الطلاب الذين يأتون من اماكن بعيدة، وماذا اقول دثه تعالى إذا سألني يوم
القيامة لِمَ لَمْ تدرِّس الطلبة؟ (3).
ثالثأ -الصدق وكراهية الكذب:
الصدق ضروري لحياة الفرد والمجتمع، فلا يمكن ان يعيش الإنسان من
حيث هو إنسان دون الصدق، وهو فضيلة من اجل الفضائل وأعظمها أثراً، دع!
إليه القرآن الكريم في كثير من الاَيات منها قوله تعالى: " جماَئها ألَذِلىءَامَؤُأ
أئقُوا أدئَهَ كونُوا مَعَ ألضخَدِقِب"] التوبة: 9 1 1،.
وعكسه الكذب ف! نه رذيلة من أسوا الرذائل والمحبحها أثراً، قال! تعالى في
ذ مه: " إنَمَا يَفْتَرِى اَتكَذِبَ اَئَذِينَ لَا يُؤمُوتَ ئايَتِ اَللّهِ "] ا لنحل: 5 0 1،، وذلك
لأن الكذب يفسد على الإنسان تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليه
تصويرها وتعليمها للناس، فإن الكذب يصور المعلوم موجوداً، والموجود
معدوماً، والحق باطلأ، والباطل حقاً، والخير شراً، والشر خيرا، فيفسد عليه
(4)
تصوره وعلمه. كما قال النبي جم! ي!: "إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن
(2)
(3)
(4)
مجلة مجمع اللغة العربية، حفل التابين: 46/ 173.
سنن الترمذي، كتاب القيامة، باب (1): 4/ 2 1 6. وقال: حسن صحيج.
مفابلة هاتفية مع ابنه الدكتور حميد علي الخفيف.
الفوائد لابن القيم، ص 8 0 1.
66

الصفحة 66