كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

المطلب الأول
رأيه في منح الشخصية الاعتبارية للشركات
يعتبر الشيخ علي الخفيف رحمه الله من أوائل العلماء المعاصرين الذين
قالوا بالشخصية الاعتبارية للشركات والمنشات، حيث قرر هذا في كتابه (الحق
والذمة) وكتاب (الشركات في الفقه الإسلامي).
ويراد بالشخصية الاعتبارية للشركة في القانون أن تعتبر الشركة شخصاَ
مستقلأَ عن أشخاص الشركاء، بمعنى أن تكون لها ذمة مالية خاصة ومستقلة عن
الشركاء، وأن تكون لها حياة قانونية، فتكتسب حقوقأ وتلتزم بواجبات (1)
وتسمى بالشخصية المعنوية والشخصية الحكمية.
وإذا أُعطيت الشركة صفة الشخصية الاعتبارية لم تصبح خاضعة لنظرية
الملكية المشتركة، وهي التي تعتبر الشركة عبارة عن مجموعة من الأشخاص
(ملاك الشركة) الذين يتفقون على القيام بعمل مشترك لتحقيق غرض معين،
فشخصية الشركة هي شخصية الشركاء، ملاك المشروع (2)، وإنما تصبح الشركة
شخصأ مستقلاُّ عن أشخاص الشركاء، إذا شكلت وجودأ مستقلاَّ عن الأشخاص
المكونين لها أو المنتفعين منها. وبذلك تصبح للشركة ذمة وشخصية اعتبارية
لها أهلية وجوب وأهلية اداء.
وترجع فكرة هذه الشخصية إ لى ا لتطور ا لذي طرأ على ا لشركات الرومانية،
فقد عهد إ ليها القيام بأعمال ضخمة ومشروعات ها مة، اقتضت تضامن ا لشركاء،
(1)
(2)
انظر: الشركات التجارية لعلي حسن يونس، ص 79؟ والشركات للدكتور كامل
ملش، ص 4 6. -
الشركات في الشريعة والقانون الوضعي لعبد العزيز الخياط: 1/ 8 0 2.
74

الصفحة 74