كتاب بين العقيدة والقيادة
وأسلوب حكيم، وكأنه يقول للناس اليوم: "مَن لنا بقائد معتقد مؤمن يصنع ما صنع صلاح الدين. وقد كان أمام صلاح الدين جند صليبي، وملوك أقوياء؛ ونحن الآن أمامنا من لُعِنوا في الدنيا والآخرة، ومَن ضربت عليهم الذلة أينما ثُقفوا، فمن لنا بمن يجمع بين العقيدة والقيادة؟ اللهم هيىء لنا من أمرنا رشداً".
12 - ولقد كانت والصليبية تضرب، وإن تكسرت رماحها، غزوة التتار الذين انحطوا كالصخرة من الصين إلى أرض الإسلام، لا يلوون على شيء إلا حطموه، ولا على صالح إلا أفسدوه، ولا على أرض طيبة إلا جعلوا عاليها سافلها.
انسابوا في البلاد الإسلامية، وأزالوا الخلافة من بغداد.
ولكن (قطز) بالعقيدة والإيمان، والقيادة الحكيمة: حَطَّم صخرتهم في (عين جالوت)، وجعل السيوف تعمل في أقفيتهم، لأول مرة من اندفاعهم المنتصر السريع.
وتوالت هجماتهم، ولكن توالى مع ذلك في دفعهم القواد المؤمنون، ومن أعظمهم إيماناً السلطان الناصر قلاوون الذي كان يحمل السيف في أحد أجنحة الحرب مع اللواء شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية، الفقيه السلفي، الذي ينير قلوب الجند في الميدان.
13 - وإن القائد المؤمن اللواء الركن محمود شيت خطاب يبين أنه في وسط الجو الذي كما وقف فيه المسلمون وقفة المدافعين عن أرضهم ودينهم، بزغ نجم قوي يهاجم، ولا ينتظر حتى يدافع، لأنه قال علي كرم الله وجهه: خير الدفاع ما كان هجوماً.
الصفحة 27
608