كتاب بين العقيدة والقيادة

ذلكم النجم الذي سطع في هذا الديجور هو (محمد الفاتح)، الذي فتح القسطنطينية، وقد رامها من قبل معاوية بن أبي سفيان وملوك بني أمية من بعده، ورامها العباسيون في صدر دولتهم.
جاء محمد الفاتح فافتتحها، ودخل الإسلام في ربوع أوروبا من الشرق، كما دخلها في الأندلس من الغرب، وما كان ذلك إلا بقوة إيمانه؛ وكان يدفع قيادته عقيدة قوية جعلته يذعن لما أمر الله تعالى به فيأتمر، وينهاه عنه فينتهي.
وجاء من بعد ذلك دخول الإسلام شرق أوروبا في بلاد البلقان.
ولما تخلى القواد الأتراك عن الاعتقاد، وعن تسربلهم سربال التقوى في حروبهم، وصار مقصدهم أن تزداد رقعة سلطانهم؛ تخلى عنهم النصر جزاء بما كسبوا.
أما بعد، فكتاب صديقنا العظيم اللواء الركن محمود شيت خطاب، كتاب حق وصدق؛ يرشد القواد، ويعلِّم الجند، ويهدي إلى الرشاد. وما أحوج المسلمين والعرب إلى أن يدرسوا ما فيه ويغترفوا مغازيه. وقد ضرب الأمثال الرائعة وجمع الأدلة المقنعة من هنا وهناك في كتابه القيم ليدركه كل معتبِر، ويستبصر به كل مستبصِر؛ والقيادات في أشد الحاجة للأخذ بتعليمه، والسير على نهجه.
اللهم احفظ للمسلمين وللعرب ذلك القائد هادياً ومعلماً، وأمدّ في أجله .. والله تعالى هو الهادي إلى سواء السبيل.

محَمّد أبو زَهرَة

الصفحة 28