كتاب بين العقيدة والقيادة

الشبهات. وذلك هو الخطأ الشائع بين العسكريين العرب والمسلمين؛ وما أجسمه من خطأ، وما أخطر نتائجه على العرب والمسلمين!!.
والواقع أن التخلي عن العقيدة والتنكر للقيم الدينية، لم يقتصر على الضباط وحدهم، بل شمل أكثر الموظفين ومعظم الناس، وصدق الله العظيم: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ 34: 13]، وقال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف 12: 103].
ولكنّ نسبة المقبلين على المحرمات المدبرين عن الوازع الديني من الضباط، أكثر من نسبتهم في الموظفين المدنيين وأصناف الناس الآخرين.
كما أن أهمية الضباط باعتبارهم قادة الحاضر والمستقبل، خاصة في الأيام الحاسمة المصيرية وهي أيام الحروب، أكثر من أهمية غيرهم من
الناس.
فما علاقة العقيدة بالقيادة؟ وهل العقيدة من صفات القائد المنتصر؟.
ذلك ما سأعالجه بهذا البحث، لعله يعيد الأمور إلى نصابها، ويبدل بالخطأ الشائع الصواب النافع، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما بعد؛
فأعمق الشكر وأعظم التقدير لفضيلة أستاذنا الجليل الشيخ محمد أبو زهرة شيخ العلماء وعالم الشيوخ على مقدمته الضافية، وقد حرصت على إثباتها في الكتاب تقديراً لفضله وعلمه وشجاعته في الدفاع عن الإسلام، ثم هي رأي الدين الحنيف باعتباره من أكبر علماء

الصفحة 36