كتاب بين العقيدة والقيادة

وحين كان العرب يطبقون تلك العلوم العسكرية نصاً وروحاً في الإعداد العسكري وفي ميادين القتال، أصبحت لهم قوة ضاربة صانت كرامتهم ورفعت شأنهم؛ وحين تركوا تطبيقها عملياً، ذلوا واستكانوا وتداعت عليهم الأمم.
إن علوم العرب والمسلمين العسكرية في ميدان البحث النظري وفي ميدان التطبيق العملي، دليل قاطع على سعة اطلاعهم ومهارتهم في العلوم العسكرية. وهذه العلوم تعطي الجواب المقنع للمتسائلين: كيف بلغ العرب والمسلمون ما بلغوا في إعداد قواتهم العسكرية للحرب؟ وكيف استطاعوا الانتصار على أعدائهم في ميادين القتال؟
...

(2)
والتراث العربي الإسلامي زاخر بالحديث عن: صفات القائد، وهي مُسَطَّرة في بعض الكتب العسكرية الفنية وكتب الفقه الإسلامي أيضاً.
ومصادر التراث العربي الإسلامي كثيرة جداً، لذلك سأقتصر على ما ورد في بعض الكتب المطبوعة والمخطوطة، كما سأقتصر على ما ورد فيها عن صفة: "العقيدة" من بين صفات القائد الأخرى.
وقد اخترت خمسة كتب، وهي على حسب تاريخ تأليفها: "مختصر سياسة الحروب" للهرثمي صاحب المأمون، و: "الأحكام السلطانية" للماوردي، و: "الأحكام السلطانية" لأبي يعلى. و: "السياسة الشرعية"

الصفحة 47