كتاب بين العقيدة والقيادة
وأصحابه" ما نصه: "أن يكون حسن السيرة، عفيفاً، صارماً، حذراً، متيقظاً، شجاعاً" (1).
...
(3)
وجاء في كتاب: "الأحكام السلطانية" (2) لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادي الماوردي المتوفى سنة (450هـ) (3) - الباب الرابع، "في تقليد الإمارة على الجهاد" ما نصه: "ولا يجوز قتل النساء والولدان في حرب ولا في غيرها ما لم يقاتلوا، لنهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قتلهم. ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قتل العسفاء والوصفاء. والعسفاء: المستخدمون، والوصفاء: المماليك" (4). وقال: "أن يَعِدَ -يقصد القائد- أهل الصبر والبلاء منهم بثواب الله لو كانوا من أهل الآخرة، وبالجزاء والنفل من الغنيمة إن كانوا من أهل الدنيا، قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا} [آل عمران 3: 145]، وثواب الدنيا الغنيمة، وثواب الآخرة الجنة" (1). وقال: "أن يأخذ جيشه بما أوجبه الله تعالى من حقوقه، وأمر به من حدوده، حتى لا يكون بينهم تجوّر في دين ولا تحيُّف في حق؛ فإنّ مَنْ جاهد عن الدين كان أحق الناس بالتزام أحكامه، والفصل بين حلاله وحرامه. وقد روى حارث بن نبهان عن أبان بن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "انهَوا جيوشكم عن الفساد، فإنه
_______
(1) ص (17).
(2) الماوردي: الأحكام السلطانية، القاهرة - الطبعة الثانية 1386هـ.
(3) المصادف سنة (1058م).
(4) ص (41).
(5) ص (43).
الصفحة 49
608